أوقفوا عمليات رشّ مبيدات الأعشاب فوق قطاع غزّة
توجهت الجمعيات الحقوقيّة: مركز الميزان لحقوق الإنسان – غزة، جمعية "چيشاه- مسلك" للدفاع عن حريّة الحركة، ومركز "عدالة" يوم أمس (الاثنين 8/01) برسالةٍ عاجلة إلى رئيس الحكومة ووزير الأمن الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وإلى المدعي العسكريّ العام والمستشار القانوني للحكومة، طالبتهم خلالها بالامتناع عن رشّ المبيدات من الجو داخل قطاع غزّة وبالقرب من أراضيه، حيث تلحق هذه العمليات أضرارًا خطيرة بالمحاصيل الزراعيّة، وتعرّض صحّة السكّان للخطر.
وبحسب التقارير المنشورة في الإعلام، وبناء على شهادات سكّان من قطاع غزّة، قامت طائرات تابعة للجيش الإسرائيلي بتاريخ 4/12/2018 برشّ موادّ مبيدة للأعشاب داخل مناطق قطاع غزّة وبالقرب من السياج الفاصل بين القطاع وإسرائيل. ونتيجةً لذلك تضرّرت محاصيل متنوعة في الحقول القريبة من السياج داخل أراضي القطاع. وكان الجيش الاسرائيلي قد اعترف، في شهر كانون أول 2015، بإجراء عمليات رشٍّ لمبيدات أعشاب بواسطة طائراتٍ بالقرب من السياج، بهدف تعرية الأرض. وبحسب شهادات مزارعين وجمعيات محليةٍ في القطاع، فإن عمليات الرشّ هذه تتم منذ العام 2014. وقد توجهت الجمعيات الحقوقية إلى سلطات الجيش، في شهر حزيران 2016، باسم ثمانية مزارعين من سكّان قطاع غزّة كانت أراضيهم قد تضررت، وطالبت بالتوقف عن عمليّات الرشّ، وطالبت أيضًا بتعويض المزارعين عن الأضرار التي لحقت بهم، لكن الجيش الإسرائيلي قابل هذه المطالب بالرفض.
وشددت الجمعيات في رسالتها على أن هذه الأعمال مدمرة ومحظورة وتتسبب بانتهاك خطير لحقوق الإنسان، كما أنها تتعارض مع القانون الإسرائيليّ والدوليّ. وبخلاف موقف إسرائيل الرسمي، الذي بموجبه يقوم الجيش الإسرائيلي بتنفيذ عمليات الرشّ فوق الأراضي الإسرائيلية فقط، فإن المزارعين في المنطقة يشهدون بأن طائرات الرشّ تقوم بتنفيذ عمليات رشّ المبيدات داخل أراضي القطاع. كما ورد أيضًأ في الرّسالة بأن عمليات الرشّ، حتى لو كانت تتمّ فقط في الجانب الإسرائيلي من السياج، فإن مواد الرشّ تنتقل إلى داخل قطاع غزّة وتلحق أضرارًا خطيرة بالمحاصيل الزراعيّة، كما تتسبّب بأضرار غير معقولة للمزارعين، وبناءً عليه، فليس هنالك أي تبرير أو أساس قانوني لاستمرار استخدام هذا الأسلوب المدمّر.
هذا، ويتّضح من رد وزارة الأمن الإسرائيلية على الالتماس الذي قدمته جمعية "چيشاه- مسلك" عام 2016 استنادًا إلى قانون حريّة المعلومات، بأن المواد المستخدمة في الرشّ تشمل مادة غليفوسات ("راوند - آب"). وأعلنت منظمة الصحّة العالميّة هذه المادة باعتبارها مادة مسرطنة، حيث تحظر الكثير من دول العالم استخدامها. هنالك تعليمات كثيرة بخصوص استخدام هذه المادة، تحظر بشكل مطلق رشها من الجوّ، حيث أن هذه المادة تحمل مخاطر صحّيّة عالية. كما ورد في الرّسالة بأن قرار المحكمة العليا الإسرائيلية الصادر في العام 2007، بخصوص عمليات رش الحقول في القرى غير المعترف بها في النقب، والتي نفذتها "دائرة أراضي إسرائيل" بادّعاء أن هذه الحقول ليست ضمن ملكية سكان المنطقة، يقر بعدم قانونية عمليات الرش وذلك لأنها تعرض حياة وصحّة البشر، والمحاصيل والكائنات الحيّة في المنطقة للخطر.
وقد طالبت الجمعيات في ختام رسالتها "بالامتناع عن تنفيذ عمليات رشّ، أيّا كانت، في منطقة قطاع غزّة؛ كما وطالبت باستخدام وسائل معقولة أخرى، داخل أراضي إسرائيل وحدها، بحيث لا تضر بمزارعي القطاع ومحاصيلهم أو تعرض صحّتهم للخطر".