عدالة يطالب بتشغيل مترجمين مهنيّين للّغة العربيّة في عيادات النقب الطبيّة
توجه مركز عدالة، يوم الخميس 22.1.2015، برسالةً إلى المدير العام لصندوق "كلاليت" للخدمات الصحيّة، يطالب فيها بتشغيل مترجمين مهنيين للّغة العربيّة في عيادات صندوق المرضى في القرى العربية البدويّة في النقب. وتأتي رسالة عدالة بعد أن أفاد أهالي قرى بير هدّاج، أبو قرينات، الترابين، الدريجات والسيّد، بأن الأهالي يواجهون صعوبات كثيرة في تلقّي العلاج في العيادات التي يعمل فيها أعضاء طاقم طبيّ لا يتحدّثون اللغة العربيّة. وأشار العديد من أهالي هذه القرى أنهم يواجهون صعوبات بفهم أسئلة الطاقم الطبّي المتحدثين بالعبرية، نصائحهم وتوجيهاتهم بشأن العلاج والأدوية. يذكر أن نسبة كبيرة من السكّان البدو في النقب لا يتحدّثون اللغة العبريّة بالشكل الكاف، وهو ما يشكل في الوضع الحالي عائقًا أمام تلقّيهم للعلاج الطبّي المتساوي، خاصةً الأشخاص من الشرائح العمريّة المتقدّمة في السن، وهي الأكثر حاجةً لهذه الخدمات الطبيّة.
وجاء في الرسالة التي كتبتها المحاميّة سوسن زهر من مركز عدالة أن حاجز اللغة يحول أيضًا دون شرح المرضى وضعهم الصحيّ للطبيب بشكلٍ لائقٍ وكافي يمكّنه من تشخيص الحالة الصحيّة. تمامًا كما يحول دون فهم توجيهات الطبيب وأسئلته. على أثر ذلك، يضطر المرضى إلى الاعتماد على أبناء عائلاتهم، وأحيانًا يكون قريبًا قاصرًا في السن، أو حتى من الأصدقاء أو المارّة، ممن ليس لديهم المؤهلات لتوفير خدمات ترجمة مهنية. ويسبب هذا الأمر الكثير من الإحراج وأحيانًا الإهانة للمرضى بحيث تنكشف تفاصيل طبيّة شخصيّة للآخرين، وهو ما يتناقض كليًا مع قانون حقوق المريض والحق بالخصوصية.
كذلك أشارت المحاميّة زهر في رسالتها أن الوضع القائمة يتناقض مع تعليمات المدير العام لوزارة الصحّة الصادرة في العام 2011، والذي يفرض على المؤسسات الصحيّة ملائمة لغويّة وثقافيّة لجمهور مستخدميها عبر تغييرات تنظيميّة لتأمين الترجمة لجميع لغات مستخدميها، كما تحدد التعليمات سقفًا زمنيًا لوضع خطة تنظيميّة تطبّق التعليمات وتفعّل كل التغييرات اللازمة للملائمة اللغويّة أقصاه شهر تمّوز 2013.
كما ذكرت الرسالة أن مركز عدالة ومؤسسات حقوقيّة زميلة توجّهوا في العام 2013 لصندوق كلاليت مطالبين بفحص جاهزيّته لتطبيق هذه التعليمات. في نهاية ذلك العام تلقّى مركز عدالة جوابًا بأن "كلاليت" لا تزال حتى الآن غير مستعدة لتطبيق تعليمات الملائمة اللغويّة، وهي اليوم بعد مرور سنة ونصف السنة من الموعد أعلاه، لا زالت تهمل مطلبًا صحيًا مُلحًا لجمهورها العربيّ.