عشيّة يوم الأسير: الأسرى يعانون إجراءات النقل

رغم التزام سلطة السجون والنيابة الإسرائيلية أمام المحكمة العليا بتحسين ظروف نقل الأسرى وظروف احتجازهم في “محطات الانتظار”، إلا أن الظروف سيارات نقل الأسرى – ويطلق عليها اسم البوسطة - وفي محطات الانتظار عند نقلهم إلى المحاكم والعيادات الطبية لا تزال مزرية، وتتسبب بمعاناة شديدة وآلام مبرحة لا تطاق، حتى أن جزء منهم يفضل المخاطرة بصحته والتنازل عن العلاج الطبي خارج السجن جراء هذه المعاناة.

وعشية يوم الأسير الذي يحل في 17 نيسان، توجهت مؤسسات حقوق الإنسان – عدالة وأطباء لحقوق الإنسان واللجنة العامة لمناهضة التعذيب في إسرائيل - إلى المستشار القضائي للحكومة المحامي يهودا فاينشطاين، ولقائد سلطة السجون أهارون فرانكو، بطلب الالتزام بتعهداتها أمام المحكمة العليا وتحسين ظروف نقل الأسرى في البوسطة وفي محطات الانتظار. وجاء في توجه المؤسسات أنه على إثر التزام سلطة السجون أمام المحكمة عام 2009 سحبت المؤسسات التماسها بهذا الشأن، لكن الشهادات الواردة من السجناء والأسرى في السجون المختلفة تشير إلى أنه لم يطرأ أي تغيير يذكر بهذا الشأن وأن ظروف نقل الأسرى لا زالت غير إنسانية. كما أن نقل الأسرى يستغرق ساعات طويلة أضعاف أضعاف المدة اللازمة لهذه المسافات بالواقع. كما أن المقاعد في البوسطة مصنوعة من الحديد وغير مغطاة، مما يجعلها باردة جدًا في الشتاء وحارة في الصيف والجلوس عليها لساعات طويلة أمر غير محتمل بتاتًا. كما أنه خلال ساعات السفر لا يتم تزوير السجناء والأسرى بالطعام والماء بشكل منتظم، ولا يسمح لهم بدخول الحمام لقضاء حاجاتهم كما ينبغي.

وعرض المحاميان آرام محاميد من عدالة وعلا شتيوي من أطباء لحقوق الإنسان في الرسالة شهادات من الآونة الأخيرة تدل على الظروف الصعبة التي يتم بها نقل الأسرى من وإلى المحاكم والمراكز الطبية. ومن بين هذه الشهادات جاءت شهادت (و.م) الذي نقل في 8.12.2014 لفحص لدى طبيب عظام في المركز الطبي التباع لمصلحة السجون. حيث غادر السجين سجن ايشل الساعة 02:30 فجرًا ووصل إلى العيادة الساعة 10:00 صباحًا، أي أن السفر استغرق 7 ساعات ونصف، رغم أنه بالواقع لا تحتاج هذه المسافة إلى أكثر من ساعة. وفي شهادة أخرى روى الأسير (ش.أ) الذي يقبع في سجن ايشل أنه يعاني من آلام شديدة في منطقة الظهر السفلي والركب، وأن هذه الآلام شديدة جدًا حتى أنه لا يستطيع النوم. وقد حوله طبيب السجن لإجراء صورة رنتغن، لكنه رفض الخروج لإجراء الصورة بسبب طول مدة السفر والظروف المزرية في سيارات السجن التي تزيد من معاناته والآلام. الأسير (ع.ح)، الذي يقبع في سجن مجدو، والذي تعرض لجلطة دماغية يعاني في أعقابها من ضعف في الجهة اليسرى من جسمه ومن صعوبة في المشي ومن ازدواجية في الرؤيا. في 29.06.2014 خرج الأسير  لإجراء فحوصات طبية، واضطر للمكوث في محطات الانتقال مدة ثلاثة أيام، وذلك في غرفة مكتظة ودون الحصول على أي علاج أو دواء. في أعقاب ذلك، رفض الأسير الاستمرار في السفر وانتظار العلاج وطلب إعادته إلى السجن.

وجاء في توجه المؤسسات أنه "من فحص ظروف نقل الأسرى  تظهر صورة صعبة للغاية حول وضع سيارات سلطة السجون ومحطات الانتظار، الأمر الذي يمس بحقهم لظروف حياة أساسية في السجن، بالعلاج الطبي وبالإجراء القضائي العادل. حق الأسير بالحصول على الطعام والشراب واستخدام المرحاض بشكل منتظم هي جزء من حقه بالكرامة والصحة وسلامة الجسد. انتهاك هذه الحقوق من قبل سلطة السجون هي مخالفة جسيمة للقانون الذي يلزم سلطة السجون بأن تلبي الاحتياجات الأساسية للأسير. كما أن المعاناة الكبيرة الناجمة عن السفر الطويل وبظروف قاسية والتي تسبب للأسرى معاناة شديدة، عند نقل الأسرى للعيادات والمحاكم، تمس بحق الأسرى الدستوري للإجراء القضائي العادل والعلاج الطبي الملائم.