"عدالة" والمركز العربي للتخطيط البديل يستأنفان للمجلس القطري للتخطيط والبناء ضد المصادقة على الخارطة الهيكلية لبلدة حريش
قدم مركز "عدالة" والمركز العربية للتخطيط البديل يوم الأربعاء 19 كانون الثاني 2011 استئنافا للمجلس القطري للتخطيط والبناء على قرار لجنة التخطيط الخاصة ببلدة حريش رفض الاعتراض الذي قدمته المؤسستان ضد المصادقة على الخارطة الهيكلية للبلدة. وكانت المؤسستان قد قدمتا في شهر تموز 2010 اعتراضًا على المخطط الهيكلي لحريش وطالبتا بإلغائه كليًا.
وجاء في الاستئناف أن المخطط الهيكلي لبلدة حريش يتناقض مع أحد أهم مبادئ التخطيط وهو المساواة والعدالة في التوزيع وذلك لكونها تفضل مصالح اليهود الحريديم الذين لا يسكنون في هذه المنطقة أصلاً على مصالح السكان العرب الذي يعيشون في هذه المنطقة حتى قبل قيام دولة إسرائيل. للمجتمع العربي في هذه المنطقة احتياجات حارقة التي تستوجب حلول من ناحية التخطيط ومن ناحية استثمار الموارد وأهمها تخصيص أرض لتطوير البلدات العربية. لكن هذا المخطط يمنع أي إمكانية مستقبلية لتوسيع مناطق تطوير البلدات العربية المحيطة بحريش وستؤدي عمليا لتجميد الوضع القائم في هذه البلدات.
وجاء في الاعتراض شرح وافي للأسباب والمعطيات التخطيطية والقانونية التي تُفضي إلى رفض المخطط المذكور. وقد تم الإشارة إلى تناقض مخطط حريش مع المخططات القطرية واللوائية في المنطقة حيث يتم إدخال كمية كبيرة من السكان (50,000 نسمة) دون دراسة معمقة لتأثير استيعابهم على المنطقة وسكانها. كما أن المخطط يتناقض مع المخطط اللوائي تمام 6 (لواء حيفا) من جهة ومن جهة أخرى يشكل كارثة على الموارد الطبيعية والبنى التحتية والبلدات القائمة في المنطقة.
وشرحت مخططتا المدن عناية بنا وهناء حمدان والمحامية سهاد بشارة في الاعتراض أنّ مخطط حريش يقوم بتغيير هدف استعمال مساحات واسعة من أراضي المناطق المحمية والمناطق المفتوحة، بحسب المخططات القطرية اللوائية، إلى مناطق تطوير مختلفة من دون الأخذ بعين الاعتبار الأبعاد البيئية، الاجتماعية أو حتى البنى التحتية لهذه الأراضي.
كذلك أكد المعترضون على عدم وجود دراسة معمقة لتأثيرات المخطط المذكور على مستقبل تطور البلدات القائمة في المنطقة وخصوصًا البلدات العربية التي ستتضرر بشكل كبير، وسيتم تحديد تطويرها في المستقبل، فهكذا سيتم تجميد حدود تطور بلدات مثل كفرقرع، عرعرة، ميسر وبرطعة بناءً على الوضع القائم وستتحول بلدة أم القطف إلى غيتو داخل مدينة حريش.