مخطط جديد يسلب احتياطي الأرض الوحيد المتبقي لقرية ترشيحا الجليلية ويحوله لمنطقة صناعية لخدمة كفار هافراديم
في 24 تشرين الأول 2010، قدم مركز "عدالة" بالتعاون مع المركز العربي للتخطيط البديل اعتراضًا للجنة اللوائية للتخطيط والبناء على المخطط التفصيلي المسمى (كفار هافراديم المرحلة ج). هذا المخطط هو المرحلة الثالثة في تطوير كفار هافراديم المجاورة لبلدة ترشيحا ويتطرق الى مساحات متاخمة وملاصقة لترشيحا تاركًا المساحات الشاسعة غير المستغلة بين أحياء كفار هافراديم وحولها. وتخصص الخارطة هذه المساحات لبناء منطقة صناعية مشتركة لبلدة كفار هافراديم وبلدية معالوت-ترشيحا. وتقع هذه المساحات، كما يظهر في الخارطة المرفقة، على جانبي شارع 8833 الذي يشكل احد المداخل الرئيسية لبلدة ترشيحا.
وقد قدم الاعتراض كل من المحامية سهاد بشارة من مركز "عدالة" ومخططة المدن والمناطق عناية جريس-بنا من المركز العربي للتخطيط البديل، بإسم العشرات من سكان ترشيحا وباسم جمعية البديل التي تعنى بشؤون الأرض في القرية وكذلك باسم المركز العربي للتخطيط البديل.
وجاء في الاعتراص أن المصادقة على المخطط ستمنع من سكان ترشيحا الامكانية من استغلال احتياطي الأرض الأخير المتبقي لديهم. وهذا رغم الاكتظاظ السكاني الخانق الذي تعاني منه القرية، وبالرغم من أن الامكانية الوحيدة المتبقية لتطور البلدة هي باتجاه الغرب عن جانبي طريق 8833، المساحة التي تقع غالبيتها في المخطط المذكور. مع ذلك، لا يعطي المخطط أي حل لاحتياجات بلدة ترشيحا المكتظة.
تشمل الخارطة الهيكلية الحالية لبلدية معالوت ترشيحا أربع مناطق أساسية معدة للبناء. إثنتان من هذه المناطق تحولت إلى منطقة صناعية وفقًا للخارطة التفصيلية المذكورة. أما المنطقتين المتبقيتين فإن البناء فيهما غير ممكن لأسباب جيولوجية وبيئية مختلفة. هذا ما ظهر وتأكد خلال الجلسات المتعددة في لجنة التخطيط التي ناقشت المخطط المذكور. من المهم أن نذكر أنه في منطقة ترشيحا يوجد عدة مناطق صناعية كبيرة كالمنطقة الصناعية تيفن وكورين، التي من شأنها أن تجيب على الإحتياجات الحالية والمستقبلية لبلدات المنطقة، بما فيها كفار هفراديم.
بالإضافة لذلك، سيؤدي تطبيق المخطط إلى إغلاق أحد المداخل الرئيسية لترشيحا. هذا الإغلاق يمس بشكل كبير في الحقوق الدستورية لسكان ترشيحا وعلى رأسها الحق في المساواة وحرية التنقل. المخطط يغلق المدخل الوحيد للقرية من الجهة الغربية المؤدية الى مدينة نهريا، عكا وكفر ياسيف. وتعتبر هذه الطريق هي الطريق الأقصر الى مستشفي نهريا ولمراكز الخدمات الأخرى في المدينة والمدن المجاورة. بناءً عليه فإن نتيجة المخطط ستؤدي حتمًا إلى المس بحرية أهالي ترشيحا بالتنقل. يذكر أن المدخل الشمالي لترشيحا لا تشكل بأي حال بديلاً عمليًا للمدخل الغربي للبلدة.
وأضاف الاعتراض أن إغلاق المدخل ستجعل طريق رقم 8833 متاحًا بالأساس لسكان كفار هافراديم الحاليين والمستقبليين، وبهذا سيؤدي ذلك الى تمييز ضد أهالي ترشيحا العرب وسيمس بحقهم الدستوري بالمساواة والكرامة. كما أدعى المعترضون أن المخطط التفصيلي المذكور يناقض بشكل جوهري الخارطة الهيكلية التي يحتكم إليها. فكما أسلفنا يحول المخطط التفصيلي مساحات معدة للبناء بحسب الخارطة الهيكلية إلى منطقة صناعية. ويشكل هذا التغيير تغييرًا جوهريًا لاستخدام الأراضي ولطبيعة المنطقة، خصوصًا وأن المنطقة الصناعية تحتاج الى بنية تحتية إقتصادية، بيئية وإجتماعية خاصة. لذا فإن هذا التغيير منافي للقانون الذي يشدد على الهرمية بين المخططات.