عدالة ينظّم ورشة دوليّة حول قانون المواطنة لطرح إستراتيجيّات مواجهة السياسات الإسرائيلية

هذا اللقاء يشكل خطوة أولى نحو خلق ائتلاف أهلي فلسطيني يعمل لتطوير مكانة الفلسطينيين التي تسلب منهم حقوقهم الدستوريّة

 

عقد مركز عدالة، يومي الاثنين والثلاثاء، 26 و 27 تشرين الثاني 2012، ورشة عملٍ مطوّلة تحت عنوان "المواطنة والإقامة في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلّة". وقد شارك في الورشة التي عُقدت في فندق الليجاسي في القدس بدعم من برنامج التطوير التابع للأمم المتحدة، عدد من الحقوقيين وخبراء القانون من البلاد والعالم. وقد تم خلال الورشة نقاش الاستراتيجيّات القانونيّة والقضائيّة المستخدمة للدفاع عن مكانة الإقامة والمواطنة للمجتمعات المستضعفة في جميع أنحاء العالم. وقد انعقدت الورشة مدّة يومين بمشاركة أكثر من 30 ممثلاً عن جمعيات ومؤسسات محليّة ودوليّة. وشمل النقاش مداخلات حول أساليب وإمكانيات مواجهة السياسات الإسرائيليّة التي تمسّ بحق الفلسطينيين في المواطنة والإقامة.

ودارت الجلسة الأولى حول موضوع استراتيجيّات المرافعة، حيث تحدّث عدد من الشخصيات الفلسطينية والإسرائيليّة، من بينهم المدير العام لمركز عدالة، المحامي حسن جبارين، المحامي يوسي فولفسون، المحاميّة منال حزّان-أبو سنّة من جمعية "سانت إيف" والمحاميّة سناء دويك من مركز المرأة للإرشاد القانوني والمجتمعي. وقد تحدّث كل منهم حول الأدوات التي من خلالها تتحكم إسرائيل بحقوق الفلسطينيين بالإقامة.  هذا وقد شملت مداخلاتهم جوانب عديدة منها تأثير هذه السياسات الإسرائيلية على الحياة العائليّة، خاصةً على إسقاطاتها على النساء والأطفال. أما المحامي فدريج هغز، من منظمة "إنتر رايتس" اللندنيّة فقد تحدّث عن معايير المواطنة في أوروبا، وذلك من منطلق المقارنة بين توجه محكمة العدل الأوروبيّة والمحكمة الأوروبيّة لحقوق الإنسان.

أما الجلسة الثانية، والتي أدارتها المحاميّة سوسن زهر من عدالة، فقد تخللت محاضرةً لايتان دايامون من الصليب الأحمر، والذي قد تحدث عن قوانين الاحتلال في كل ما يتعلق بالديمغرافية وانتقال الناس بس المنطقتين. ومن جهتها تحدثت المحاميّة إيفنكا كوستيتش، مديرة مؤسسة "براكسيس" الصربيّة المدفاعة عن حقوق الغجر في صربيا حول الأدوات القضائي والتجرب المحلية لمؤسستها في الاعتراض على سياسات التمييز والتهميش الاجتماعي.

أما اليوم الثاني من الورشة حول المرافعة الدوليّة والنشاط الجماهيري لرفع مستوى النشاط القانوني ومستوى الوعي لحقوق الإقامة والمواطنة. وقد شارك في الورشة التي أدارتها رينا روزنبرج – جبارين من عدالة كل من سبستيان كوهن من الـ Open Society Justiceوفالتيتا أزاروف من كلية بارد في القدس، مارتين كلاتربك من اللجنة النرويجيّة للاجئين وتسفيكا بسور، خبير في وسائل الاتصال الاجتماعيّة، وقد قدّموا عرضًا لمبادرات ساهمت في تحسين أوضاع اللاجئين ووعيهم لحقوقهم حول العالم. من جهتها وصف نيكول بريتس من الـ  Southern African Litigationالمرافعة في جنوب أفريقيا في فترة الأبارتهايد كموضوع بحث مشابه من الوضع القضائي في إسرائيل والمناطق المحتلة.

في الجلسة الأخيرة وصف المشاركون العبر المستخلصة في اليومين الأخيرين حيث أجمعوا على ضرورة بذل جهود مشتركة من أجل الدفاع بشكل فعال عن حقوق الفلسطينيين التي  يتواصل خرقها من الطرف الإسرائيلي. كذلك وافق المشاركون على أن هذا اللقاء يشكل خطوة أولى نحو خلق ائتلاف أهلي فلسطيني يعمل لتطوير مكانة الفلسطينيين التي تسلب منهم حقوقهم الدستوريّة. من منطلق معرفة أوضاع أهل القدس عامةً والأطفال والنساء خاصةً. وتوقّع المشاركون عملا مشتركا انطلاقا من العام 2012، وتطويل نشاط المرافعة على المستوى المحلي والدولي بما فيه بعثات مرافعة مشتركة وحملات إعلامية خاصة.