بدعوة من "عدالة": وفد نوّاب لسفراء عشر دول أجنبيّة في جولة ميدانيّة لقرى النقب
بدعوة من مركز عدالة، عقد وفد رفيع المستوى مكون من عشر نواب لسفراء دول أوروبية ولاتينية، يوم الأربعاء المنصرم زيارة لصحراء النقب وذلك للإطلاع عن كثب على أوضاع المواطنين العرب البدو في المنطقة والآثار المدمرة التي سيتسبب بها مخطط برافر في حال تطبيقه. وقد رافق الوفد كل من د. ثابت أبو راس، مدير فرع عدالة في النقب والسيدة نادية بن يوسف، منسقة العلاقات الدولية في مكتب عدالة في النقب.
هذا وقد افتتح الوفد جولته في زيارة لقرية العراقيب غير المعترف بها، والتي قد هدمت خلال الأسبوع الماضي للمرة ال 43 على التوالي. وكان في استقال الوفد في العراقيب كل من الشيخ صياح أبو مديغم والدكتور عواد أبو فريح، حيث قدم المضيفون للوفد نبذة عن تاريخ القرية والأساليب التي تستخدمها الدولة في سبيل اقتلاعهم من أرضهم. وشدد المتحدثين على الدور السافر الذي يلعبه الصندوق القومي اليهودي في مصادرة أراضي القرية من خلال زراعة الأحراش على مساحات شاسعة من الأراضي التي تعود ملكيتها لأهالي القرية.
وتابع الوفد إلى قرية حورة، وهي أحدى القرى السبع المعترف بها في النقب. واستمع الوفد إلى شرح عن المشاكل التي تعاني منها البلدات السبع وعلى رأسها مشاكل البطالة والفقر وتدنى مستوى التعليم والخدمات الصحية. وبالإضافة لذلك شاهد المشاركون إشكالات فرض نمط حياة مدني على السكان البدو.
وتابع الوفد زيارته في قرية السرة غير المعترف بها التي يهدد خطر الهدم جميع بيوتها بحجة البناء غير المرخص رغم أن القرية قائمة قبل قيام دولة إسرائيل. والتقى الوفد هناك عدد من سكان القرية، من بينهم السيدة نورة النصاصرة، التي اطلعت الوفد على معاناتها ومعاناة عائلتها في أعقاب هدم منزلهم، وذلك رغم وجود قرار محكمة يجمد جميع أوامر الهدم في القرية. واستمع الوفد إلى شرح عن تاريخ القرية وعن الإجراءات القضائية التي يخوضها مركز عدالة لإلغاء أوامر الهدم. كما شاهد أعضاء الوفد الابتكارات التي يستخدمها أهالي السرة للتغلب على انعدام البنى التحتية الضرورية كالماء والكهرباء.
أما في قرية أبو تلول، فقد شاهد الوفد نموذجا للقرى العشر التابعة لمجلس إقليمي أبو بسمة والتي تمر هذه الأيام في عملية اعتراف من قبل سلطات الدولة، حيث كان في استقبالهم هناك رئيس اللجنة المحلية في القرية السيد عطية الأعسم. ولاحظ المشاركون أنه بالرغم من كون القرية تمر بعملية اعتراف إلا أنها لا زالت تعاني من نقص كبير في الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء وطرق ترابية غير معبدة. كما استمع الحضور إلى شرح عن إصرار وتعنت الحكومة على منع إجراء انتخابات محلية للمجلس الإقليمي وإبقاء لجنة معينة في إدارة السلطة المحلية مستخدمة طرق غير قانونية في سبيل ذلك.
واختتم الوفد زيارته في قرية خشم زنة غير المعترف بها، وهي واحدة من ستة قرى غير معترف بها مهددة بالهدم لصالح شق شارع رقم 6 (عابر إسرائيل) جنوبًا. وتعرف الوفد على القرية التي يسكنها أكثر من 2300 إنسان وعلى إمكانيات تطوير القرية في حال الاعتراف بها.
وفي أعقاب الجولة قال د. ثابت أبو راس: "أردنا في هذه الجولة إطلاع المشاركين على ثلاثة أنواع البلدات القائمة في النقب اليوم: غير المعترف بها، القرى العشر التي تمر عملية اعتراف والبلدات السبع المعترف بها، على المشاكل التي تعاني منها كل واحدة من هذه البلدات وإسقاطات مخطط برافر، في حال تطبيقه على كل واحدة من هذه البلدات."