المحكمة العليا تصادق على تنفيذ برنامج يقدم عروض ثقافية مجانية للأطفال اليهود فقط خلال عطلة المدارس

برنامج "أفيكومان" الذي أطلقته وزارة الثقافة والرياضة، يوفر عروض ثقافية مجانية للأطفال في 110 بلدات في الضواحي. ولم تشمل قائمة البلدات المشاركة في البرنامج أي أي بلدة عربية.

صادقت 
المحكمة العليا في 06 نيسان 2012 على تنفيذ البرنامج الذي أطلقته وزارة الثقافة والرياضة والذي يوفر عروض ثقافية مجانية للأطفال في البلدات اليهودية فقط خلال عطلة عيد الفصح، ويستثني البلدات العربية. وعللت المحكمة قرارها بأن البرنامج أصبح في أوجه ومن الصعب إيقافه بعد أن أنهت الوزارة كافة استعداداتها لإطلاق البرنامج.
 
وكان مركز عدالة قد التمس المحكمة العليا يوم الاثنين، 2 نيسان 2012، بواسطة المحامية سوسن زهر باسم طالبتين عربيتين في الصف الأول ابتدائي من قرية يافة الناصرة، بطلب شمل المدارس العربية في برنامج "أفيكومان" الذي أطلقته وزارة الثقافة والرياضة، والذي يوفر عروض ثقافية مجانية للأطفال في 110 بلدات في الضواحي. ولم تشمل قائمة البلدات المشاركة في البرنامج أي أي بلدة عربية. وقد أقيم هذا البرنامج خلال عطلة عيد الفصح لدى الشعب اليهودي، في الوقت الذي تخرج فيه المدارس العربية المسيحية لعطلة عيد الفصح وبقية المدارس العربية لعطلة الربيع. وطالب "عدالة" المحكمة بعقد جلسة عاجلة للنظر في هذه القضية وأصدر أوامرها للوزارة بتطبيق البرنامج بشكل متساو في كافة المدارس في البلاد بما فيها المدارس العربية. بالإضافة لذلك طالب "عدالة" في الالتماس بسن معايير واضحة تحدد كيفية تمويل العروض ومكانها.
 
وفي ردها الأولي على هذا الاستئناف عارضت وزارة الثقافة والرياضة طلب "عدالة" إصدار أمر احترازي يجمد هذا البرنامج حتى يتم تطبيقه بشكل متساو في المدارس العربية أيضًا. وادعت الوزارة في ردها على هذا الطلب أن برنامج "أفيكومان" هو برنامج واحد من جملة نشاطات تهدف إلى تطوير وتسهيل الوصول إلى فعاليات ثقافية في بلدات الضواحي، بما فيها البلدات العربية، وأنها تعمل على برنامج مشابه في اللغة العربية يطلق في عيد الفطر القريب. لكن الوزارة لم ترفق في ردها أي جدول زمني أو معلومات عن الخطة التي تدعيها. كما أنها لم تعط أي حلول للطلاب من الطوائف العربية المسيحية الذين يخرجون لعطلة عيد الفصح بموازاة عيد الفصح (البيسح) اليهودي. وقد رفضت المحكمة إصدار أمر احترازي وذلك بادعاء أن البرنامج أصبح في أوجه لكنها أمرت الوزارة بتقديم ردها على الالتماس حتى 7 تموز 2012 حيث ستحدد جلسة لاحقة للنظر فيه.
 
وذكرت المحامية سوسن زهر من مركز "عدالة" في الالتماس أن الوزارة نفذت برنامجًا شبيهًا تحت اسم "نس حنوكا" خلال عطلة عيد الأنوار لدى الشعب اليهودي، حيث شارك فيه أكثر من 100,000 طفل، الذين حظوا بمشاهدة عروض ثقافية مجانًا. لكن هذا البرنامج أيضًا لم يطبق في البلدات العربية، وذلك بالرغم من أنه بالموازاة مع عطلة عيد الأنوار تحل أيضًا أعيادًا عربية، وتكون المدارس العربية قد خرجت لعطلة الشتاء.
 
يذكر أنه في العام 1998 التمس "عدالة" المحكمة العليا بطلب توسيع البرنامج الذي تقيمه وزارة الرفاه الاجتماعي لتوزيع المواد الغذائية على العائلات اليهودية المحتاجة خلال عيد الفصح، توسيعه ليشمل توزيع مواد غذائية على العائلات العربية خلال فترة عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية الذي يحل بالتوازي مع عيد الفصح اليهودي. في أعقاب الالتماس أصدرت المحكمة أمرًا احترازيًا أمرت من خلاله بشمل العائلات العربية في البرنامج.
 
السيدة سوار زهر-أسعد والدة الطفلتين الملتمستين قالت في أعقاب تقديم الالتماس أنه "يحق لطفلتي أن ينعما بمشاهدة مسرحيات وعروض ثقافية مجانية خلال عطلة العيد. هذه النشاطات هي من نوع النشاطات المسلية والمفيدة للأطفال في آنٍ واحد. ومن واجب الوزارة أن تبادر وتهتم بإيجاد عروض من هذا النوع في البلدات العربية أيضًا، تمامًا كما تفعل في البلدات اليهودية".