الشاباك يعتقل مرضى من غزة بعد أن يستدعيهم للتحقيق في حاجز ايرز في إطار فحص طلبهم الخروج للعلاج في القدس الشرقية
قدم مركز عدالة للمحكمة المركزية في بئر السبع، التماسين منفصلين بطلب منح تصريح لطبيب مستقل، د. منصور جرجاوي، لزيارة المعتقلين وائل الطويل وروحي قرقز، وذلك بهدف إجراء فحوصات وتوثيق حالتهم الطبية. كما طالب عدالة في الالتماس بتسليم الأسيرين السجل الطبي الخاص بهما منذ اعتقالهما حتى الآن. المعتقلان قرقز والطويل اعتقلا في معبر بيت حانون (ايرز)، في مواعيد مختلفة، بعد أن دعاهما الشاباك إلى تحقيق في المكان، وذلك في إطار مساعيهما للحصول على تصريح للخروج من قطاع غزة إلى القدس الشرقية لتلقي العلاج في مستشفى المقاصد في المدينة. قدمت الالتماس المحامية فاطمة العجو من مركز عدالة باسم جمعية أطباء لحقوق الإنسان-إسرائيل ومركز الميزان لحقوق الإنسان في غزة.
وكان المعتقل وائل الطويل، البالغ من العمر قرابة 40 عامًا، قد توجه إلى دائرة الارتباط في الجيش الإسرائيلي وطلب الحصول على تصريح للوصول إلى القدس الشرقية لإجراء العملية الجراحية. وفي أعقاب ذلك تم استدعائه للتحقيق في الشاباك في معبر ايرز يوم 5.07.2012. وفي اليوم المحدد وصل الطويل إلى المعبر عند الساعة الثامنة صباحًا وتم احتجازه في المكان حتى الساعة السادسة والنصف مساءً. وخلال تواجده في معبر ايرز، تم الاعتداء عليه من قبل الجنود الذين صفعوه على وجهه، وشدوه من شعره واحتجزوه في غرفة تحت الأرض. وبعد ثلاثة أيام تم استدعائه للتحقيق في حاجز ايرز مرة أخرى، وفور وصوله تم اعتقاله ولم يعد إلى بيته منذ ذلك الحين. وقرابة منتصف الليل من اليوم ذاته تلقت عائلته بلاغًا هاتفيًا يفيد انه تم اعتقاله ونقله إلى قسم 4 في سجن "شكما". بسبب حالته الصحية، وفي أعقاب طلب عائلته، توجهت جمعية أطباء لحقوق الإنسان إلى سلطة السجون وطالبت أن يتم إدخال طبيب مستقل من طرف الجمعية للكشف عن المعتقل، لكن سلطة السجون لم ترد على طلبهم حتى اليوم، وذلك رغم ضرورة الموضوع.
ويتطرق الالتماس الثاني إلى المعتقل روحي قرقز، البالغ من العمر 42 عامًا، الذي توجه في أيار الماضي إلى دائرة الارتباط للحصول على تصريح دخول للقدس الشرقية لإجراء فحوصات طبية، لكنه لم يتلقى أي رد. وبعد تدخل جمعية أطباء لحقوق الإنسان ومركز الميزان تم استدعائه لمقابلة مع سلطات الجيش في معبر ايرز في 15 تموز. وفور وصوله للحاجز تم التحقيق معه اعتقاله وتحويله إلى سجن شكما. وفي هذه الحالة أيضًا، لم تستجب سلطة السجون لطلب جمعية أطباء لحقوق الإنسان بإدخال طبيب مستقل لإجراء فحوصات وتوثيق حالة المعتقل الطبية.
وادعت المحامية فاطمة العجو في الالتماسين، أن أحد أهم الحقوق الأساسية المحفوظة لكل إنسان، حتى عندما يكون معتقلاً، هو الحق في الصحة. ويعتبر الحق في الصحة جزءً لا يتجزأ من الحق في الحياه، الذي يحظى بحماية دستورية بموجب قانون الأساس الإسرائيلية: كرامة الإنسان وحريته. كما أن الحق في الصحة هو حق محمي بموجب العهد الدولي للحقوق الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية الذي صدقت عليه إسرائيل عام 1991 وبالتالي فهي ملزمة بإحترام تعاليمه.
وأضاف الملتمسون أن قانون حقوق المريض الإسرائيلي ينص على أنه يحق للمريض الحصول على رأي إضافي. وقد أقرت المحكمة العليا في قرارات حكم سابقة، أن للأسرى والمعتقلين الحق في تلقي علاج طبي من أطباء مستقلين، وتلقي رأي آخر من قبل طبيب مستقل يختاره المعتقل. بناءً عليه فإن عدم سماح سلطة السجون لطبيب مستقل بزيارة المعتقلين مخالف للقانون الإسرائيلي، للسوابق القضائية وللمواثيق الدولية بخصوص حقوق الأسرى والمعتقلين.
في حالة المعتقلين الطويل وقرقز، فإن المشاكل الصحية التي يعانيان منها، تزيد من المخاوف أن ظروف السجن الصعبة والتحقيق معهما لساعات طويلة، فإن ذلك يمس بصحتهما، وبالتالي، على سلطة السجون السماح لطبيب مستقل لفحصهم دون أي تأخير.