اعتمادًا على معلومات وأدلة سرية، المحكمة المركزية ترفض مجددًا طلب الأسير السياسي وليد دقة إنجاب طفل

 

رفضت المحكمة  المركزية في الناصرة في 17 شباط 2012 مجددًا السماح للأسير السياسي وليد دقة الانفراد بزوجته بهدف إنجاب طفل. وقد علل قاضي المحكمة قراره بوجود معلومات وأدلة سرية تثبت أن الأسير لا زال على علاقة بتنظيم معاد لدولة إسرائيل وأنه قد يستغل انفراده بزوجته لأغراض تضر أمن الدولة. وقد رفض القاضي  كشف المعلومات التي يعتمد عليها في قراره بادعاء أن كشف المعلومات قد يؤدي إلى كشف مصادرها والأشخاص الذين يقفون من ورائها. وبالتالي لا يستطيع الأسير ومحاموه من فحص هذه المعلومات والأدلة والوقوف على صحته ومحاججتها. وكان مركز "عدالة" قد التمس المحكمة المركزية بواسطة المحامية عبير بكر بهذا الشأن في تشرين ثاني الماضي.
 
وقد فضل القاضي الاعتماد على الأدلة السرية فقط ولم يتطرق أبدًا إلى الأدلة والبيات المكشوفة التي عرضت عليه خلال الجلسة من قبل محامية الأسير دقة والتي تكشف بشكل واضح مواقفه السياسية والبعد الإنساني الخاص من مطلبه لإنجاب الأطفال. كما تجاهل القاضي المكانة الدستورية لحق الأسير وزوجته بالعائلة والأبوة والذي تم الاعتراف به في قرارات عديدة صدرت من المحكمة العليا الإسرائيلية ومحاكم أجنبية.
 
القضية بإيجاز: يناضل الأسير السياسي وليد دقة وزوجته سناء  منذ أكثر من 9 سنوات للحصول على حقهما الأساسي والطبيعي في إنجاب طفل. وبعد أن رفضت سلطة السجون قطعيًا طلبه هذا التمس الأسير بواسطة مركز عدالة إلى المحكمة المركزية مطالبًا بالحصول على حقه. وقد رفضت المحكمة المركزية هذا الالتماس واستأنف عدالة إلى المحكمة العليا التي أوصت سلطة السجون بإعادة النظر في موقفها من الموضوع. متسلحًا بعزيمته القوية ومستعينًا بقرار المحكمة العليا توجه دقة إلى مصلح السجون مجددًا، لكنها لم تأبه بقرار العليا ورفضت طلب الأسير، كما في السابق، متذرعة بمسوغات "أمنيه"، الأمر الذي أعاد الملف إلى المحكمة المركزية التي تجاهلت هي الأخرى قرار العليا ورفضت طلب الأسير مجددًا.
 

الأسير وليد دقة، ابن مدينة باقة الغربية من مواليد العام 1961، أحد أقدم السجناء السياسيين الفلسطينيين مواطني إسرائيل. دخل دقة السجن عام 1986 وحكم عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة. الأسير دقة وزوجته، ناشطة حقوق إنسان كرست نفسها من أجل دفع قضايا الأسرى السياسيين يناضلان منذ أن تزوجا في العام 1999 لتحقيق حقهما في إنجاب طفل. وفي غياب أي أمل لتحرير قريب من الأسر، وبعد أن استثني من جميع صفقات تبادل الأسرى، يبقى إنجاب طفل هو السبيل الوحيد لتحقيق الرغبة الإنسانية في الاستمراريةهو وزوجته واستمرارية حبهما المشترك لم يعد أمامهما سوى محاولة إنجاب طفل يحمل اسميهما.

  

التماس أسير 54950-11-11 وليد دقة ضد سلطة السجون الإسرائيلية