استشهاد الشاب عطيّة فتحي النباهين واثنا عشر من أفراد عائلته من قطاع غزّة تقّص حكاية جرائم الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني
ينعى مركز عدالة ومركز الميزان لحقوق الإنسان الشهيد عطيّة فتحي النباهين (24 عامًا) من قطاع غزّة، والذي ارتقى مع اثنا عشر من أفراد عائلته، بينهم 10 أطفال وسيّدتين، صباح يوم الأحد 8.10.2023 في غارة جوية اسرائيلية استهدفت منزل عائلته. كان مركزا عدالة والميزان قد مثّلا الشهيد عطيّة في نضال قانوني طال منذ العام 2014 للمطالبة بتعويض مدني بعد إصابته بنيران قناصة اسرائيلي أردته مشلولًا من منطقة الرقبة ومقعدًا بشكل دائم.
استشهد الشاب عطيّة النباهين بعد استهداف منزل عائلته الواقع في مخيّم البريج وسط قطاع غزة يوم الأحد 8.10.2023 قرابة الساعة 11:30 صباحًا، بدون سابق انذار. وراح ضحيّة هذا الاستهداف 12 من أفراد عائلته وهم: هديل عبد الفتاح عطيّة النباهين (25)، علا زياد عبد العزيز النباهين (26)، الطفلة أريج فادي فتحي النباهين (9)، الطفل محمّد فادي فتحي النباهين (8)، الطفل آدم فادي فتحي النباهين (7)، الطفل قيس فادي فتحي النباهين (2)، الطفل كنان تامر فتحي عطيّة النباهين (7)، الطفل ريان تامر فتحي عطيّة النباهين (5)، الطفلة مريم تامر فتحي عطيّة النباهين (2.5)، الطفل جمال ابراهيم عطيّة النباهين (7)، الطفل محمّد جعفر عطيّة النباهين (15) والطفلة رهف جعفر عطيّة النباهين (16). أسفر الهجوم الاسرائيلي كذلك عن تدمير منزل عائلة النباهين المكوّن من 4 طوابق بالكامل. بحسب شهادة تامر النباهين، وهو أخ عطيّة، والذي نجا من الغارة برفقة زوجته الحامل بأعجوبة، تم استهداف المنزل في الوقت الذي كان فيه أطفاله يلعبون مع أولاد عمهم في مدخل المنزل. استشهد أطفال تامر الثلاثة برفقة أولاد عمّهم.
استهداف وقتل عطيّة النباهين يوّضحان قصة جرائم الاحتلال الإسرائيلي. نجا عطيّة خلال حياته، والتي قضاها تحت الاحتلال وتحت الحصار الوحشي للقطاع، من ستة حروب شنّتها إسرائيل على غزّة بالإضافة الى اصابته اصابة خطيرة جعلته مشلولًا.
عطيّة فتحي النباهين
وكان قنّاص إسرائيلي قد أطلق النار على عطيّة وأرداه مشلولًا بالكامل من منطقة الرقبة والى الأسفل بتاريخ 16 تشرين الثاني 2014، الذي صادف عيد ميلاده الخامس عشر، حينها، قام مركز عدالة ومركز الميزان بتمثيل عطيّة قانونيّا أمام المحاكم الاسرائيلية من أجل المطالبة بتعويض مدني عقب إصابته البليغة، ولكن مع ذلك، حرمت المحاكم الاسرائيلية عطيّة من أي تعويض وأيّدتها المحكمة العليا بحيث أنها قضت بإعفاء دولة إسرائيل من أي مسؤولية مدنية للتعويض عن أي قتل وجرح سكّان قطاع غزّة.
ارتكبت إسرائيل جريمتي حرب ضد الشهيد عطيّة فتحي النباهين، ولم تفتح الجهات المختصة الاسرائيلية أي تحقيق حقيقي في حادثة إطلاق النار على عطيّة في العام 2014، وبالطبع لن تفعل ذلك في حادثة استهدافه وقتله. تسعى المنظومة الإسرائيلية بكافة مؤسساتها لمنح الحصانة التامة لعناصر قواتها الأمنية وعدم تعرضهم لأي مساءلة قانونية، أيًا كان السبب.
سعت عائلة النباهين لقرابة عقد كامل من أجل تحقيق العدالة لابنها بعد إصابته الخطيرة من قوات الاحتلال واستهدافها بهذا الشكل، مباشرة وبدون سابق انذار، يرقى لأن يكون جريمة حرب. كل هذا يعتبر جزء لا يتجزأ من سياسة دولة إسرائيل الممنهجة والمستمرة باستهداف المدنيين في قطاع غزّة بنيّة واضحة لارتكاب جرائم حرب، كما صرّح مسؤولون اسرائيليون بقولهم:" هدفنا (في غزة) هو إحداث الضرر، وليس الدقة".
عطفًا على كل ما ذكر، يدعو مركز عدالة ومركز الميزان المجتمع الدولي لمحاسبة المسؤولين عن استهداف وقتل عائلة النباهين، ولتدخل عاجل بوقف العدوان الحالي والذي يسير نحو إبادة سكان قطاع غزة إبادة جماعية.