لمناسبة ذكرى أكتوبر 2000: سلسلة نشاطات تثقيفية في الذكرى العاشرة لأحداث أكتوبر 2000
إحياءً للذكرى العاشرة لأحداث أكتوبر 2000، التي قتل خلالها 13 شابًا عربيًا أعزل برصاص الشرطة وقوات الأمن الإسرائيلية خلال مشاركتهم في مظاهرات إحتجاجية داخل إسرائيل، أقام مركز "عدالة" بالشراكة مع مؤسسات أخرى سلسلة من الندوات والمؤتمرات بهدف زيادة الوعي بهذا الشأن وتسليط الضوء من جديد على أحداث أكتوبر 2000 وما عقبها، مع التشديد على مرور عشرة أعوام القتل دون محاسبة الجناة.
وقد إفتتح "عدالة" نشاطاته بمؤتمر عقد بالتعاون مع مركز مدى الكرمل تحت عنوان "العنف السياسي وغياب المحاسبة". وعقد المؤتمر في 27 أيلول 2010 في قاعة مسرح الميدان في حيفا وحضره قرابة ال-100 شخص. افتتحت المحامية عبير بكر من "عدالة" المؤتمر بعرض مرافق بعرض شرائح صورية عن الأحداث وعن الأحداث القانونية التي عقبتها. وقد قدمت المحاضرة المركزية في هذا المؤتمر د. كاثلين كفانوت، المحاضرة في الجامعة الوطنية في إيرلندة حول التجربة الايرلندية في محاسبة أفراد الشرطة المتورطين في أعمال القتل خلال أحداث يوم الأحد الدامي، "بلدي سندي"، في إيرلندة عام 1972 وعن إمكانية تحقيق العدالة في النزاعات بشكل عام. كما تطرقت إلى التقرير الجديد الذي نشرته لجنة التحقيق برئاسة اللورد سابيل هذه السنة. وتبع هذه المحاضرة ندوة بمشاركة د. أمل جمال من جامعة تل أبيب، د. مها التاجي-دغش من مبادرات صندوق إبراهيم ومطانس شحادة من مدى الكرمل. وتناولت الندوة التغيير الحاصل في سياسة حكومة إسرائيل مع الفلسطينيين مواطني إسرائيل "من الصد إلى العداء". وشارك في الندوة الثانية المحامية أورنا كوهين من "عدالة"، التي قدمت قراءة نقدية في قرار المستشار القضائي للحكومة عام 2008 إغلاق ملفات التحقيق في أحداث أكتوبر 2000، والمحامي حسين أبو حسين الذي تحدث عن تقديم دعاوى مدنية وعن مسؤولية رجال الشرطة عن عمليات القتل. كما استضافت الندوة جريج وسندي كوري والدي الناشطة الأمريكية الشابة راشيل كوري التي لقيت حتفها بعد أن سحقتها جرافة عسكرية إسرائيلية في قطاع غزة عام 2003، حيث قدم الوالدان محاضرة قيمة حول نضالهما المستمر لإظهار الحقيقة بعد مقتل ابنتهما. ولخصت المحامية عبير بكر أن المحاضرات التي اعطيت في هذه الندوة كانت قيمة، كونها شجعت كل من تعرض لغبن أن يستمر في نضاله للمساءلة والمعاقبة والنضال من أجل حقوقه السياسية.
برنامج المؤتمر | صور من المؤتمر
وكان النشاط الثاني عبارة عن مؤتمر جماهيري عقد تحت عنوان "عشر سنوات من طمس الحقيقة وغياب العدالة" والذي عقد بالتعاون بين "عدالة" وبلدية الطيرة في 30 أيلول 2010 في قاعة إشكول بايس في مدينة الطيرة. شارك في المؤتمر قرابة ال 100 شخص. افتتح المحامي فؤاد سلطاني عضو إدارة "عدالة" الأمسية بعرض لتطور الأحداث التي أدت إلى الهبة الشعبية في أكتوبر 2000 والانتفاضة الثانية على المحور الزمني. وتبع هذه المداخلة عرض لفيلم وثائقي قصير عن أحداث أكتوبر 2000 من لحظة القتل وحتى إغلاق ملفات التحقيق بهذا الشأن. وقدم البروفيسور محمد حاج يحيا، عضو إدارة "عدالة"، محاضرة حول الأثر النفسي لعنف الدولة ضد الأقلية الفلسطينية في إسرائيل. وتطرق حاج يحيا خلال محاضرته إلى العلاقة بين عنف الدولة والإحساس الجمعي للمواطنين العرب بالإغتراب والتهديد الدائم في وطنهم، والعلاقة بين ذلك وبين العنف المستشري في المجتمع العربي. وتبع ذلك مداخلة للسيد ابراهيم أبو صيام والد الشهيد أحمد أبو صيام، الذي قدم مداخلة مؤثرة حول استشهاد ابنه وحول نضال أهالي الشهداء المستمر في سبيل كشف الحقيقة وإحقاق العدالة. وقد أطلعت المحامية عبير بكر الجمهور على النتائج التي توصلت إليها لجنة اور وما تلاها من أحداث قانونية.
برنامج المؤتمر | صور من المؤتمر
أما النشاط الثالث فكان عبارة عن ندولة تلاها عرض فيلم، تمت بالتعاون بين "عدالة"، أطباء لحقوق الإنسان في إسرائيل واللجنة العامة لمناهضة التعذيب في إسرائيل. هذا النشاط الذي عقد تحت عنوان "الأحد الدامي وأكتوبر 2000: دروس من النضال من أجل الحقيقة، العدالة والمحاسبة"، عقد في مركز الموسيقى على اسم فيليتسيا بلومنتال في تل-أبيب في 9 تشرين الأول 2010. شارك في هذا النشاط قرابة 75 شخص. تحدث في هذا البرنامج د. روحاما مارتون، طبيبة نفسية، رئيسة أطباء لحقوق الإنسان-إسرائيل، المحامي حسن جبّارين، مدير عام "عدالة" والمحامي الرئيسي لعائلات ضحايا أكتوبر 2000 ود. هالة خوري-بشارات ، خبيرة في القانون الجنائي الدولي – المركز الأكاديمي كرمل؛ عضو إدارة مركز "عدالة". وتمحور النقاش في المقارنة بين أحداث يوم الأحد الدامي وأحداث أكتوبر 2000. واختتمت الأمسية بعرض للفيلم الدرامي الوثائقي "الأحد" الذي يسرد أحداث "الأحد الدامي"، عام 1972 حيث قام مظليون من الجيش البريطاني بقتل 13 مدنيًا أعزل وجرح 15 اخرين، خلال مشاركتهم بمسيرة سلمية في مدينة ديري في شمال إيرلندة طالبت بالمساواة بالحقوق المدنية. الفيلم يتناول السياق السياسي لـ"الأحد الدّامي"، كما تأثيرات لجان التّحقيق الحكوميّة اللتي أقيمت للنظر به.