"عدالة" يلتمس للمحكمة لإلغاء قرار بلديّة كرميئيل منع معلمي السواقة العرب من تعليم السواقة في مناطق نفوذها في أيام السبت وفي الأعياد
نصبت بلدية كرميئيل في جميع مداخل المدينة إشارات مرورية تمنع دخول سيارات تعليم السواقة إلى المدينة خلال أيام السبت وأعياد اليهود. سيارات تعليم السياقة مُنعت أيضًا من دخول المنطقة الصناعية والمركز التجاري الذي يشهد حركة تجارية نشطة جدًا في أيام السبت مما يثبت أن الدافع ليس دينيًا. هذا المنع يضر فقط بمعلمي السواقة العرب إذ أنّ المعلمين اليهود لا يعملون أيام السبت أصلاً.
قدم مركز "عدالة" يوم الثلاثاء، 23 أيلول 2008، التماسًا للمحكمة المركزية في مدينة حيفا طالب فيه بإلغاء المنع الذي فرضته بلدية كرميئيل على تعليم السواقة في مناطق نفوذها أيام السبت وأيام أعياد اليهود. وقدم الالتماس باسم "عدالة" وباسم أربعة معلمي سواقة عرب من سكان كرميئيل والمنطقة المجاورة المحامي عادل بدير من "عدالة".
يذكر أنّه قبل عدة سنوات نصبت بلدية كرميئيل في المدخل الرئيسي للمدينة من شارع 85، إشارة مرورية (إشارة رقم 33) تمنع دخول سيارات تعليم السواقة أيام السبت وأيام أعياد اليهود، ما أدى إلى احتجاج شديد من قبل معلمي السواقة العرب. في أعقاب هذا الاحتجاج، سمحت البلدية للمعلين العرب إقامة دروس سواقة في المنطقة الصناعية أيام السبت. ولكن منذ عدة شهور، منعت البلدية مجددًا إقامة دروس سواقة في هذه الأيام في جميع مناطق نفوذ البلدية بما في ذالك المنطقة الصناعية.
وادعى المحامي بدير في الالتماس أن منع معلمي السواقة العرب من العمل أيام السبت في كرميئيل سوف يؤدي بالضرورة إلى تعطيل عملهم في هذه الأيام وذلك لأنه ليس هنالك جدوى من العمل في القرى العربية لأن امتحانات السواقة العملية تكون فقط في كرميئيل ولأن القرى العربية لا تحتوي على إشارات مرور وهي أمر ضروري للتعليم.
وجاء في الالتماس أن هذا الأمر يشكل مسًا كبيرًا بعمل المعلمين وبرزقهم لأن جميع الطلاب الذين يتعلمون عندهم هم إما طلاب ثانوية وطلاب جامعات أو عمال يعملون حتى ساعات متأخرة خلال الأسبوع، ويوم السبت هو يوم إجازتهم، ما يجعله اليوم الأنسب لتلقي دروس سواقة.
وأضاف الالتماس أن نصب الإشارات مخالف للقانون وأنّه ليس من صلاحية بلدية كرميئيل ورئيسها نصب مثل هذه الإشارات حتى لو كان ذلك في مناطق نفوذ البلدية بدون إصدار التراخيص اللازمة وأخذ موافقة السلطة المركزية المسؤولة عن إشارات المرور وبدون استشارة ضابط من شرطة السير في المنطقة. واتضح من خلال المراسلات التي أجراها مركز "عدالة" مع السلطة المركزية المسؤولة عن إشارات المرور أن بلدية كرميئيل لم تقم بإصدار التراخيص القانونية اللازمة لنصب مثل هذه الإشارات. وفي إحدى المراسلات بين مركز "عدالة" وبين المفتش اللوائي عن موضوع إشارات المرور في منطقة حيفا المهندس ف. دويطش، اعترف المفتش أن نصب الإشارات لا يخدم حركة السير وانه ليست هنالك حاجة مهنية لنصب مثل هذه الإشارات.
يجب التنويه أنه ليس هنالك منع جارف على دخول السيارات لمدينة كرميئيل في أيام السبت والأعياد، وأنّ الإشارات لم توضع بالأحياء الداخلية التي يسكنها يهود متدينون أو بجوار المعابد اليهودية في المدينة، بل في جميع مداخل المدينة. من هنا يمكن الاستنتاج أن هدف البلدية هو ليس المحافظة على المشاعر الدينية للمتدينين اليهود الذين لا يسافرون أيام السبت بل أنّ هنالك اعتبارات عنصريّة من وراء منع دخول سيارات تعليم السواقة.
في نهاية الالتماس ادعى المحامي بدير أن نصب الإشارات في المداخل الرئيسية للمدينة ومنع دخول سيارات تعليم السواقة أيام السبت والأعياد يتعارض مع الحق الدستوري لمعلمي السواقة العرب وطلابهم الذي يضمن لهم حرية التنقل. وتزداد حدة هذا المس كونه يؤدي إلى مس بحق دستوري آخر محفوظ للمعلمين العرب وهو حقهم بالعمل وحقهم بالعمل أيام السبت أيضًا.