تم في يوم 8.9.2005 تقديم وثيقة الى بلدية حيفا لبلورة سياسات التخطيط لحي الحليصة في حيفا، وهي تشكل ملخصا لورشة التخطيط التي أقامها "الائتلاف لتطوير التخطيط في الحليصة" بمشاركة سكان الحي، هيئات عامة ومهنيين. وعمل الائتلاف مع سكان الحي لتحديد احتياجات السكان ورؤياهم في تطوير الحليصة. كما أن العمل على الوثيقة كان منوطا بحوار مع المسؤولين عن التخطيط في بلدية حيفا.
تشكل الائتلاف في أعقاب طلب لجنة أهالي الحي للحصول على مساعدة في عملها لتغيير مخطط تطوير الحي الذي اقترحته البلدية. أعضاء هذا الائتلاف هم: مركز عدالة، لجنة أهالي الحليصة/ جمعية تطوير الحليصة، جمعية حماية الطبيعة، بمكوم، أدام تيفع فدين (الانسان الطبيعة والقانون)، يديد والمركز العربي للتخطيط البديل.
وقد بادر الائتلاف في أعقاب توجه أهالي حي الحليصة، الى اقامة ورشة تم فيها مناقشة احتياجات السكان التخطيطية المختلفة. كانت انطلاقة الورشة في اجتماع مفتوح للسكان في نيسان 2005 حيث شارك فيه حوالي 60 شخصا من سكان الحي، وتم فيه شرح المخطط المقترح من قبل البلدية والمشاكل النابعة منه. في اللقاءات اللاحقة في الورشة طرحت مواضيع تخطيطية مختلفة تتعلق بالحي مثل: المشاكل القائمة بالنسبة للسكن، طابع البناء المستقبلي، المناطق الخضراء المفتوحة، المباني العامة، حركة السير والتجارة. وتم اجراء هذه اللقاءات بطرق متعددة مثل: نقاشات في نادي الحي وتوزيع استمارة أسئلة على المشاركين والقيام بجولة في الحي، وذلك من أجل الحصول على صورة كاملة لاحتياجات السكان وأولوياتهم. كما وتلقى السكان شرحا عن سيرورة التخطيط، وتلقوا معلومات عامة وأدوات تمكنهم المشاركة الفعالة في عملية التخطيط.
حي الحليصة، الواقع في الجهة الشرقية من مدينة حيفا، هو أحد الأحياء العريقة في المدينة. كان الحي قائما قبل عام 1948 وطابعه الجغرافي المعماري يضفي عليه ميزة خاصة. يقع حي الحليصة على السفح الشمالي-الشرقي الذي يطل على خليج حيفا، ويحده من الجهة الشمالية الغربية واد يثير الانطباع. بنيت أغلبية المباني قبل قيام الدولة وهي تشكل بناء معماريا مميزا لتلك الفترة من حيث البناء الحجري، الفتحات ذات الأشكال المميزة والشرفات ذات الطابع الخاص.
أما على المستوى الاجتماعي-الاقتصادي، فتعتبر الحليصة حيا في ضائقة. قامت وزارة الاسكان وبلدية حيفا باعداد مخطط تفصيلي للحي في اطار مشروع "تطوير الأحياء" تحت عنوان "مخطط تطوير الحليصة" (ح ف/2017) وتم ايداعه في العام 2001، الا أن سكان الحي قدموا اعتراضات كثيرة عليه. وفي أعقاب هذه الاعتراضات أعادت اللجنة اللوائية المخطط ثانية للمخططين المسؤولين، وحددت اللجنة أنه يجب ايداع المخطط من جديد بعد ادخال تعديلات عليه. ان المخطط الجديد المقترح من قبل بلدية حيفا، لا يتضمن أراض عامة كافية مثل، المناطق الخضراء المفتوحة والمباني العامة، كما ويؤدي الى مصادرة أراض خاصة بشكل مكثف، بما في ذلك ساحات وحدائق بيوت خاصة من أجل توسيع الشوارع. وسيتم في أغلب الحالات، توسيع الشوارع حتى تصل الى جدران البيوت، حيث سيؤدي ذلك الى فقدان حيز المعيشة اليومي والمفتوح والوحيد لأصحاب البيوت والى حصر البيوت الموجودة تحت سطح الشارع.
كما ذكر أعلاه، ان الوثيقة التي قدمت للبلدية تتطرق الى احتياجات السكان وأهدافهم التخطيطية. كما يلي جزء من هذه الاحتياجات والأهداف كما جاءت في اللقاءات التي عقدت في الحي:
السكن- ان المواقف الأساسية للمشاركين في الورشة تتضمن مطلبا لشرعنة البناء القائم، حتى لو كان ذلك لا يلائم التعليمات العامة للمخطط الجديد بخصوص اضافات البناء؛ منح أفضلية لتوسيع الوحدات السكنية القائمة على اضافة وحدات سكنية في الحي. هناك أهمية للبناء الجديد في الحي، شرط أن يكون بمقدور سكان الحي اقتناء الشقق التي ستبنى.
المناطق الخضراء المفتوحة- أكد السكان على أهمية الحاجة للمزيد من المناطق الخضراء المفتوحة. تتضمن الوثيقة اقتراحا لمناطق خضراء مفتوحة أخرى وتحدد مكانها وفقا لمتطلبات المشاركين في الورشة. رغم ذلك، شددت الوثيقة على أن مساحة المناطق التي حددت فيها لن توفي باحتياجات السكان في المستقبل ولذا على البلدية ايجاد مناطق مفتوحة أخرى. كما وتضمت الوثيقة توصية بدمج مناطق مفتوحة وملاعب رياضة مفتوحة للجمهور في منطقة المدرسة وفي مكان مركزي آخر في الحي وشددت الوثيقة على أنه يتوجب على البلدية تحسين جودة المناطق المفتوحة في الحي.
المباني العامة – أكد المشاركون في الورشة على النقص في المباني العامة في الحي. وكانت المطالب الأساسية في هذا الشأن: اضافة ناد للمسنين، يفضل في مركز الحي، في مكان يكون الوصول اليه سهلا. فحص امكانية اقامة حضانة في ذات المكان؛ اقامة مبنى لنادي شبيبة في المدرسة حيث سيشكل مع المساحة المحيطة به والتي سيتم توسيعها، مبان متعددة الأهداف تعقد فيها نشاطات لسكان الحي؛ تطوير "مجموعة الروضات" المخطط لها في بناية المدرسة "امونا" سابقا؛ وضع بناية المسجد تحت رعاية سكان الحي وتحديد نسب البناء لتطويره بما يتلاءم واحتياجات السكان.
حركة السير- ان أغلبية الشوارع في الحليصة هي ذات اتجاه واحد ومخصصة لخدمة سكان الحي الذي يتميز بحركة سير قليلة. لذا وافقت البلدية على الغاء توسيع الشوارع على حساب المباني والساحات القائمة. واقترح مستشار حركة السير من قبل البلدية تخطيطا لحركة السير يستند الى مبادئ "تخفيف حدة حركة السير"، وأبدى الائتلاف وسكان الحي موافقتهم على هذا الاقتراح، لكن أوصوا ببذل جهد للتوصل الى حل يرضي الطرفين، في الأماكن التي يجب فيها التوصل الى حل عيني لمشاكل سير السيارات والمشاة.
بالاضافة الى ذلك، توصي الوثيقة باقامة نظام لسير المشاة بواسطة أدراج تقام من الشمال الى الجنوب تشمل أماكن راحة بها؛ التوصل الى حل معقول بما يتعلق بوقوف الشاحنات في الحي؛ ايجاد طرق لوصول السيارت لكافة البيوت في الحي وايجاد حلول لمواقف السيارت في البناء الجديد.