استجابت المحكمة المركزية في حيفا يوم 16.10.2005 لطلب عدالة إصدار أمر احترازي يلزم المجلس الإقليمي مسغاف باستئناف السفريات المنظمة لطلاب قريتي الكمانة والحسينية إلى مدرستهم في قرية نحف حتى البت في القضية بيوم 30.10.2005.
قدم الالتماس للمحكمة المركزية في حيفا، بواسطة المحامية سوسن زهر من عدالة، باسم عدد من أولياء أمور الطلاب من قريتي الكمانة والحسينية الذين يتعلمون في المدرسة الاعدادية والثانوية في قرية نحف المجاورة، وكذلك باسم مركز عدالة. قدم الالتماس ضد المجلس الإقليمي مسغاف وضد وزارة المعارف، بعد أن أوقفا السفريات المنظمة التي تنقل 150 طالبا من القريتين لمدرستهم في نحف، وكذلك ضد قرار "مسغاف" نقل الطلاب الجدد لمدرسة أخرى في وادي سلامة دون استشارة أو أعلام الأهالي بذلك.
تجدر الإشارة بأن طلاب قريتي الكمانة والحسينية دأبوا منذ سنوات الستين على التردد والدراسة في مدارس قرية نحف لغياب مؤسسات تعليمية في القريتين تستوفي متطلباتهم. وقام المجلس الاقليمي مسغاف من جهته بدفع رسوم التعليم وتوفيرسفريات منظمة لهم.
طالبت المحامية زهر في التماسها، استئناف سفريات الطلاب من والى مدارسهم، وأضافت بأنه يقع على "مسغاف" ووزارة المعارف واجب قانوني بتوفير تعليم مجاني لطلاب القريتين، بما في ذلك السفريات المنظمة، وأن إيقاف السفريات يمس بحق الطلاب الدستوري في التعليم.
كما طالب الملتمسون بإلغاء قرار نقل الطلاب الجدد لمدرسة وادي سلامة، بادعاء أن "مسغاف" لم تبلغهم حول قراراها المتعلق بالنقل وتسجيل الطلاب من جديد. ادعى الملتمسون أيضا بأن نقل الطلاب لمدرسة أخرى من شأنه أن يضر بالطلاب أنفسهم الذين بدأوا الدراسة في مدرسة نحف، و بأهاليهم الذين مولوا من مالهم الخاص تحضير أبنائهم للسنة الدراسية الحالية بما يتناسب مع المنهاج التعليمي المعمول به في قرية نحف.
وادعت زهر بأن عدم إعلام "مسغاف" أولياء أمور الطلاب بقرار النقل كما يجب، أدى إلى حرمان الطلاب وأهاليهم على حد سواء من إمكانية الاستئناف على القرار والمطالبة باحترام حقهم باختيار إطار تعليمي يناسب أولادهم.
يذكر بأن "مسغاف" أوقف في بداية السنة الدراسية السفريات لطلاب القريتين دون إعلام الأهالي أو الطلاب أنفسهم، وعلم الأهالي بالأمر عن طريق الصدفة، حول قيام المجلس الإقليمي مسغاف بوقف السفريات، بعد قرار كان قد اتخذه في السابق يقضي بنقل الطلاب الجدد المتسجلين للمدرسة الإعدادية والثانوية لمدرسة أخرى في قرية وادي سلامة التي تبعد 25 كيلومترا عن القريتين. لم يتشاور "مسغاف" مع الأهالي ولم يعلمهم عن قراره بنقل أولادهم لمدرسة أخرى، بعكس ما يمليه عليها واجبها.
في أعقاب إيقاف السفريات المنظمة، اضطر طلاب القريتين الذهاب بشكل يومي إلى مدارسهم في قرية نحف سيرا على الأقدام ولمسافات بعيدة، بما في ذلك عبور الشارع الرئيسي عكا- صفد، الذي يشكل خطورة بالغه على حياتهم، والتأخرعن بدء الدوام المدرسي وفي أحيان كثيرة الوصول منهكين بعد انتهاء الحصة الثانية، الأمر الذي حد من قدرتهم على التركيز. وقام قسم من الطلاب بالاستعانة بأهاليهم لنقلهم للمدرسة وقسم آخر استعان بالسفريات المجانية ( ترمب) من الشارع الرئيسي وقسم آخر من الطلاب آثر البقاء في البيت وتوقف عن الذهاب إلى المدرسة.
التماس 05/1345 محمد ابراهيم سواعد وآخرين ضد المجلس الاقليمي مسغاف ووزارة المعارف (المحكمة المركزية حيفا).