يصادف تموز 2007 الذكرى الخامسة السنوية للمذكرة الإستشارية الصادرة عن محكمة العدل الدولية (ICJ) بخصوص العواقب المتعلقة ببناء جدار الفصل في المناطق الفلسطينية المحتلة. وقد وجدت محكمة العدل الدولية أنّ بناء الجدار لم يكن قانونيًا وأنّه شكّل مخالفة للقانون الدوليّ، وأمرت إسرائيل بإزالته.

وقد أديرت المعركة القانونية ضد الجدار على مستوييْن اثنيْن رئيسيْن: التوجّه إلى محكمة العدل الدولية وتقديم الدعاوى إلى المحكمة العليا الإسرائيلية. وقد فعّلت النشاطات المبذولة على هذين المستويين العديد من وسائل العمل المختلفة وكانت لها شتى الإسقاطات والتشعّبات. وقد كان الإلتماس المقدم إلى محكمة العدل الدولية التطبيق العملي الوحيد في هذه المسألة، وقد صدر قرار المحكمة على هيئة مذكرة استشارية أكثر من كونه قرارَ حكم ملزمًا. وجاء في المذكرة الاستشارية أنّه يجب وقف بناء الجّدار وأنّ الأجزاء التي جرى بناؤها فعلا يجب أن تُزال، كما أنّ الأوامر التي صدرت ببناء مقاطع أخرى من الجدار يجب أن تلغى ويجب تعويض الفلسطينيين الذين تضرّروا من هذا الجدار. وتألفت المذكرة الاستشارية من ثلاثة مركبات أساسية: تشعبات بناء الجدار التي تؤثر على حقّ الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره، ومشروعية الجدار في ظلّ القوانين الدولية الإنسانية ومشروعية الجدار في ظلّ قوانين حقوق الإنسان.

ومع ذلك، فإنّ المحكمة العليا الإسرائيلية تلقت عددًا كبيرًا من الإلتماسات ضد الجدار. وقد أدى التماسان اثنان من هذه الإلتماسات (قضية بيت سوريك وقضية مراعبه) إلى قراري حكم انقلابييْن، أوردت فيهما المحكمة العليا أنّ مسار الجدار شمل إنتهاكات غير تناسبية للحقوق الفلسطينية وأمرت بتعديل هذا المسار في بعض المقاطع. وقد حدد هذان الحكمان إطار العمل القضائيّ للفصل في مسألة مشروعية مسار الجدار. من ناحية أخرى، فإنّ الكثير من الإلتماسات قُدّمت في ضمن ملحقات هذين الحكمين، إلا أنها رُفضت.

بعد مرور خمس سنوات على إصدار محكمة العدل الدولية لمذكرتها الإستشارية، طرح مركز "عدالة" سؤالين أساسيين:

أ. ما مدى كون النضال القضائي المحلي ضد الجدار في المحكمة العليا الإسرائيلية مفيدًا، مع الأخذ بعين الاعتبار لهذين العاملين الإثنين:

1. التغييرات التي جرت على مسار الجدار عادت بالفائدة على بعض العائلات؛

2.  عملية المقاضاة التي أسهمت في تصوير المحكمة العليا على الصعيد المحلي والدولي كجسم يعمل من أجل الدفاع عن حقوق الأفراد والجمهور عمومًا.

ب. ما الذي يمكن فعله على المستوى المحلي أو المستوى الدولي من أجل استغلال المذكرة الإستشارية كي ندفع المعركة ضد الجدار إلى الأمام؟