في أعقاب التماس عدالة: بلدية كرميئيل تتراجع عن قرارها وتسمح لمعلمي السواقة العرب العمل في المدينة أيام السبت وأعياد اليهود
أقرت المحكمة المركزية في مدينة حيفا يوم الخميس الأول من كانون الأول 2009 الاتفاق الذي توصل إليه مركز عدالة وبلدية كرميئيل والذي يقضي بإزالة إشارات المرور التي نصبتها البلدية في جميع مداخل المدينة والتي تمنع تعليم السواقة داخل مناطق نفوذ البلدية أيام السبت وأعياد اليهود. جاء ذلك في أعقاب الالتماس الذي قدمه مركز عدالة باسمه وباسم أربعة معلمي سواقة عرب من سكان كرميئيل والمنطقة المجاورة بتاريخ 23 أيلول 2008. كما وألزمت المحكمة بلدية كرميئيل دفع مبلغ 10 آلاف شيكل كتعويض لمركز عدالة عن تكاليف المحكمة.
يذكر أنّه قبل عدة سنوات نصبت بلدية كرميئيل في جميع المداخل للمدينة، إشارة مرورية (إشارة رقم 33) التي تمنع دخول سيارات تعليم السواقة أيام السبت وأيام أعياد اليهود، ما أدى إلى احتجاج شديد من قبل معلمي السواقة العرب. في أعقاب هذا الاحتجاج، سمحت البلدية للمعلين العرب إقامة دروس سواقة في المنطقة الصناعية أيام السبت. ولكن منذ عدة شهور، منعت البلدية مجددًا إقامة دروس سواقة في هذه الأيام في جميع مناطق نفوذ البلدية بما في ذالك المنطقة الصناعية.
وادعى المحامي عادل بدير من عدالة في الالتماس أن منع معلمي السواقة العرب من العمل أيام السبت في كرميئيل سوف يؤدي بالضرورة إلى تعطيل عملهم في هذه الأيام وذلك لأنه ليس هنالك جدوى من العمل في القرى العربية لأن امتحانات السواقة العملية تكون فقط في كرميئيل ولأن القرى العربية لا تحتوي على إشارات مرور وهي أمر ضروري للتعليم.
وجاء في الالتماس أن هذا الأمر يشكل مسًا كبيرًا بعمل المعلمين وبرزقهم لأن جميع الطلاب الذين يتعلمون عندهم هم إما طلاب ثانوية وطلاب جامعات أو عمال يعملون حتى ساعات متأخرة خلال الأسبوع، ويوم السبت هو يوم إجازتهم، ما يجعله اليوم الأنسب لتلقي دروس سواقة.
يجب التنويه أنه ليس هنالك منع جارف على دخول السيارات لمدينة كرميئيل في أيام السبت والأعياد، وأنّ الإشارات لم توضع بالأحياء الداخلية التي يسكنها يهود متدينون أو بجوار المعابد اليهودية في المدينة، بل في جميع مداخل المدينة. من هنا يمكن الاستنتاج أن هدف البلدية هو ليس المحافظة على المشاعر الدينية للمتدينين اليهود الذين لا يسافرون أيام السبت بل أنّ هنالك اعتبارات عنصريّة من وراء منع دخول سيارات تعليم السواقة.