|
كلمة التحرير |
أوصى تقرير لجنة عفري بتجنيد الشبان العرب "للخدمة الوطنية". وتم طرح الادعاء بأن من شأن ذلك تمكين المتجنّدين من الحصول على المكافآت أو المِنح التي يستحقّها مَن يقوم بالخدمة العسكريّة. وليس من قبيل الصدفة أن يقوم التقرير بخلق رابط بين الخدمة الوطنيّة والخدمة العسكريّة. ولا تشكِل الخدمة العسكرية/ الوطنية مركبًا "حياديا" في دولة إسرائيل، بل هي مركب لـِ "الاختلاف"، لكونها مؤسسا رئيسيا للهوية اليهودية- الصهيونية، التي تختلف عن هوية الأقلية القومية، وبكونها كذلك مصمما بارزا للخطاب الأمني الإسرائيلي. تشكل الخدمة العسكرية/ الوطنية – كمقياس أو معيار – مصدرا للتمييز ضد العرب حتى يومنا هذا، ويشكل الخطاب الأمني مصدرا لاضطهادهم (الخطر الديموغرافي؛ تهويد المكان؛ سلب الأراضي؛ الحاضرون- الغائبون، وما إلى ذلك). من هنا، فإن التقرير لا يطلب من المواطنين العرب الامتناع عن المطالبة بإلغاء جميع أشكال التمييز، التي تتناقض مع مبدأ "معاملة متساوية مع المختلفين" فحسب، بل يطلب منهم كذلك الخضوع للمنطق الذي يعزز قمعهم والتمييز ضدهم. ربما كانت هناك بعض الدول التي تطلب من المهاجرين القيام بخدمة وطنية بغية خلق ارتباطهم بالوطن الجديد، لكن العرب ليسوا بحاجة لهذا الإثبات، وذلك لكونهم أقلية وطن.
|
|
تعليق |
|
|
تقرير |
|
|
|
|