أصدرت المحكمة العليا يوم 22 شباط 2005، أمرا مشروطاً يلزم وزارة الرفاه بالتفسير خلال 30 يوماً لماذا لا تقوم بفتح "مسكن مغلق" للفتيات العربيات حتى يوم 1 حزيران 2005. وجاء هذا القرار في الإلتماس الذي قدمه مركز عدالة في أكتوبر 2003، بواسطة المحامية غدير نقولا، بإسمه وبإسم ثلاثة التنظيمات النسوية: نساء وفتيات ضد العنف، السوار وكيان، لإقامة "مسكن مغلق" للفتيات العربيات في ضائقة.
وإنتقدت الهيئة القضائية والمكونة من القاضية بينيش، القاضية نئور والقاضي جرونيس، تصرف وزارة الرفاه وسياسة المماطلة التي إتبعتها منذ تقديم الإلتماس، والتي إنعكست في الوعود المتكررة بإقامة المسكن خلال بضعة شهور والإخفاق المتكرر في تنفيذ تلك الوعود.
وقد تقدم مركز عدالة في الإلتماس بعد توجهات عديدة لوزير الرفاه في هذا الصدد وفي أعقاب إغلاق "المسكن المغلق" الوحيد للفتيات العربيات - معهد الجليل في مدينة عكا.
يذكر أن "المسكن المغلق" هو إطار تعليمي-علاجي للفتيات والفتيان دون سن الثامنة عشر، من إحدى الفئتين: مخالفي القانون أو المتواجدين في ضائقة. هدف إقامة "المسكن المغلق" هو مساعدة الفتيات والفتيان على التأقلم في الحياة مستقبلاً من خلال توفير خدمات علاجية، تعليمية وإجتماعية تهدف إلى إبعاد هؤلاء الفتيات والفتيان، في هذه المرحلة الحساسة من الجيل، عن أوضاع تهدد تطورهم الطبيعي مثل: العنف، الإهمال، التشرد والإنخراط في بيئة منحرفة.
وقد طالب مركز عدالة في الإلتماس بتطبيق القانون في هذا الصدد، الذي يلزم الدولة بإقامة هذا الإطار، بشكل متساو كما في المجتمع اليهودي. فوفقاً للقانون الإسرائيلي فإن المحكمة مخولة بتحويل فتى أو فتاة لمسكن مغلق كبديل للسجن أو كوسيلة لحمايتهم وإبعادهم عن بيئة سيئة تضر بتطورهم. كما وجاء في الإلتماس أن عدم وجود هذا البديل في الواقع يمس بحق الفتيات العربيات بالمساواة، خصوصاً وأن هذا البديل متوفر لكل من الفتيات اليهوديات، الفتيان اليهود والفتيان العرب. كما وأكد مركز عدالة أن عدم توفير هذا الإطار وبالشكل الفوري يشكل خطراً على حياة العديد من القتيات العربيات ويحرمهن من إطار تعليمي-علاجي ملائم.
وفي الرد الأولي للنيابة العامة على الإلتماس تعهدت وزارة الرفاه بأنها تعمل على إقامة "مسكن مغلق" للفتيات العربيات في شمالي البلاد، وأنها ستقوم بفتحه في منتصف عام 2004. لكن، وكما جاء سابقاً، أخفقت الوزارة في تعهدها هذا، وأستمرت بتقديم تفسيرات غير منطقية لتأخرها في إقامة وفتح "المسكن المغلق" للفتيات العربية.