يسيطر صندوق أراضي إسرائيل ( "الكيرين كييمت") على مئات آلاف الدونمات التي كانت بملكيّة الفلسطينيين، وقامت إسرائيل بعد نكبة عام 1948 (في العامين 1949 و 1953) بنقل ملكيّة ما يقارب مليوني دونم للـ"كيرين كييمت". في العام 2004 التمس مركز عدالة للمحكمة العليا لإلغاء سياسة دائرة أراضي إسرائيل التي تمنع العرب من الاشتراك في المناقصات التي تُنشر لتسويق أراضي الكيرين كييمت التي تٌديرها دائرة أراضي إسرائيل. وجاء في ادعاءات عدالة أن دائرة أراضي إسرائيل, كمؤسسة عامة أقيمت وفق قانون خاص, غير مخوله بتبني مواقف أو أهداف التي تتناقض مع مبادئ المساواة والتقسيم العادل للموارد، وأن مسألة التعاون مع طرف ثالث لا تلغي سريان القانون الدستوري. وجاء في إلتماس عدالة أن استمرار سياسة دائرة أراضي إسرائيل ، ستسبب لخلق مناطق تعتمد على الفصل العنصري: بلدات وحارات يسكنها اليهود فقط، ويمنع باقي المواطنين من شراء حقوق في هذه الأراضي أو بناء البيوت عليها. "هذه السياسة تؤدي إلى خلق مناطق فصل عنصري, مشابهة لما كان في حكم الأبرتهايد في جنوب أفريقيا والولايات المتحدة في بداية القرن العشرين"، شدد عدالة.
وبينما لم تقرر المحكمة العليا في الالتماس آنف الذكر، صادق الكنسيت الإسرائيلي في تموز 2007 بالقراءة الأوليّة على اقتراح القانون العنصري الذي قدّمه عضو الكنيست أوري أريئيل (التحالف القومي – المفدال) والذي ينص على أنّه سيتم تخصيص أراضي "الكيرين كييمت" لليهود فقط. وصوت أغلبيّة أعضاء الكنيست على القانون (64 عضو) بينما صوّت 16 عضو كنيست ضد القانون وامتنع عضو واحد عن التصويت.
تملك "الكيرين كييمت" ما يقارب الـ 2.555 مليون دونم، أي 13% من أراضي الدولة، الموجودة في مختلفة المناطق والألوية في الدولة. منذ العام 1948 استولت إسرائيل على مساحات كبيرة من الأراضي، إما بواسطة مصادرة الأراضي من العرب ونقلها إلى ملكيّة الدولة، وإما بسبل أخرى. واستولت مؤسسات صهيونيّة أخرى، تُجاهر بأنّها أقيمت لخدمة اليهود فقط، كالوكالة اليهوديّة أو "الكيرين كييمت" مثلاً، على مساحات كبيرة من الأراضي. تسيطر إسرائيل اليوم على ما يقارب ألـ 93% من أراضي البلاد، علمًا بأنّ الأرض هي من أهمّ الموارد وأكثرها تأثيرًا على التطوّر الاجتماعي والاقتصادي.
مصادرة أراضي اللجون
تمتد أراضي قرية اللجون المهجرة، التي تقع بالقرب من مجيدو، على ما يقارب مائتي دونم، وتُعرّف بالقسيمة 20240. صادرت إسرائيل هذه الأراضي، مع مساحات أخرى، في الخامس عشر من تشرين الثاني 1953، بموجب بيان أصدره وزير المالية في حينه، ليفي أشكول، وفقًا لصلاحيته بحسب البند 2 من قانون امتلاك الأراضي (مصادقة عمليات وتعويضات) من العام 1953، من أجل "احتياجات الاستيطان والتطوير الحيوية". وحتى اليوم، كان الاستخدام الوحيد للأراضي المذكورة إقامة منشأة صغيرة لشركة "مكوروت للمياه"، وغرس الأحراش في قسم منها. رفضت المحكمة المركزية في الناصرة، في آذار 2007، طلب 300 شخص من سكان من أم الفحم بإلغاء مصادرة أراضيهم في القرية المهجرة اللجون، وأصدرت المحكمة أمرًا يقضي بتسجيل الأراضي باسم دولة إسرائيل. استأنف مركز عدالة على القرار للمحكمة العليا في أيار 2007، ولم تصدر العليا قرارها في الاستئناف بعد.
انتهاكات حقوق الإنسان في غزّة
أغلقت إسرائيل معبر "كارني"، وهو المعبر الأساسي الذي يتم من خلاله نقل البضائع من وإلى غزّة، منذ الرابع عشر من حزيران 2007. ما زالت إسرائيل تسيطر على المعابر الحدوديّة التي تربط غزّة بالعالم الخارجي وبالتالي فإنّ من واجب إسرائيل وفقًا للقانون الدولي والقانون الإسرائيلي أن تضمن سلامة وأمن السكّان في القطاع، وذلك وفقًا للقانون الدولي الذي يفرض على إسرائيل واجبات منها عدم المس في المدنيين والعمل على ضمان احتياجات السكّان الإنسانيّة وتمكينهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي. قدم مركز عدالة التماسًا للمحكمة العليا مطالبًا بإعادة فتح معبر كارني من أجل تمكين توفير المواد الغذائيّة والمواد الأساسيّة الضروريّة لسكّان قطاع غزّة. اقتنعت العليا بادعاء الدولة حول عدم وجود أزمة إنسانيّة في القطاع، ونصحت الملتمسين بسحب الالتماس.
في بداية كانون الثاني 2007 صادقت المحكمة العليا الإسرائيليّة، في إطار النظر في التماس قدمه مركز عدالة مع تسع مؤسسات حقوق إنسان، على قرار الحكومة الذي يقضي بتقليص كميات الوقود والمحروقات التي تزودها إسرائيل لقطاع غزّة. وتضمن قرار الحكومة أيضًا بندًا يقضي بتقليص الكهرباء الذي تزوده إسرائيل لقطاع غزّة. أمرت العليا الدولة بتقديم المزيد من المعلومات بخصوص خطة تقليص الكهرباء، وافترضت أن الدولة لن تنفذ قرارها بخصوص البدأ بتقليص الكهرباء، إلا بعد أن تقدم لها المعلومات المطلوبة وتنظر المحكمة في القضية.
يشكل هذا القرار انتهاكًا لمبادئ القانون الإنساني الدولي، الذي يمنع إلقاء العقوبات الجماعية على المدنيين أو استخدام المدنيين لأغراض سياسية.
سلب المكانة القانونيّة من نواب المجلس التشريعي الفلسطيني
قدّم مركز عدالة مع جمعيّة حقوق المواطن في أيار 2007 ادعاءاتهما القانونية في قضية سحب مكانة "قاطن" من أعضاء البرلمان الفلسطيني، سكان القدس الشرقية، فادعت المؤسستان أنّ سلب المكانة يعني تهجيرهم بشكل قسري من وطنهم، الأمر الذي يناقض القانون الدولي والقانون الإسرائيلي. "إنّ الفلسطينيين سكان القدس الشرقيّة المحتلّة هم سكّان الأرض الأصليين، ليسوا مهاجرين ومكانتهم هي حق وليست منّة من أحد"، جاء في الادعاءات. هاجم محامو نيابة الدولة مركز "عدالة" وجمعية حقوق المواطن في ردهم على ادعاءات مركز "عدالة" فادعوا أنّ "عدالة" وجمعية حقوق المواطن "يعيشان بسلام" مع الإمكانيّة أن يُصدر رئيس الحكومة الفلسطينيّة أو نوّاب البرلمان الفلسطيني من حماس أوامر بإطلاق صواريخ القسام على سديروت، وإصدار أوامر بعدم إطلاق صراح غلعاد شليط، وقتل ما أمكن من المواطنين الإسرائيليين وفقًا لرؤيا حماس، وفي المقابل التمتع بالمكانة التي تمنحها إسرائيل لنواب البرلمان الفلسطيني، سكان القدس، والتمتع من مخصصات التأمين الوطني وحريّة التنقل الكاملة في إسرائيل، مما يشكل خطرًا على مواطني الدولة...". وأضافت النيابة في معرض ردها أنّ "توجه "عدالة" وجمعية حقوق المواطن هو توجه مجرّد ويفتقد أي أساس قانوني وغير أخلاقي ويتناقض مع المبادئ الأساسيّة للقانون وللحريات ولحقوق الإنسان ومن شأنه أن يشكّل خطرًا على سلامة الجمهور وأمنه".
وردّ مركز "عدالة" على هذا الهجوم، فادعى "عدالة" أنّ ردّ نيابة الدولة غير المهني لا يدل فقط على عدم فهمها لجوهر حقوق الإنسان، بل على استغلالها للظروف السياسيّة الحاليّة، من أجل تحويل النقاش من نقاش حول الحقوق إلى ذم المدافعين عن حقوق الإنسان. وبهذا تحاول النيابة زرع الخوف في قلوب قضاة المحكمة العليا، لئلا يجرؤا على التعامل مع القضايا المطروحة أمامهم بشكل مهني وقانوني وفقًا للقانون الإسرائيلي والقانون الدولة".
الأسرى السياسيين
في تشرين الأول 2007، تعرض الأسرى السياسيين في سجن "كتسيعوت" إلى هجوم عنيف من الحراس الإسرائيليين، بعد أن قام الحراس بإجراء التفتيش في السجن مصطحبين معهم قوات الوحدة الخاصة "مسادا". وقد لقي الأسير محمد ساطي محمود حتفه، وجُرح العديد من الأسرى، واندلع حريق في السجن، ففقد الأسرى الكثير من ممتلكاتهم الشخصيّة. توجّه مركز عدالة واللجنة ضد التعذيب، في 21 تشرين الثاني 2007 برسالة لضابط الوحدة القطريّة للتحقيق مع السجانين في شرطة إسرائيل مطالبين بإجراء تحقيق جنائي في شكاوي الأسرى المفصلّة ومحاكمة السجانين المسؤولين عما حدث. كذلك، وفي رسالة مشتركة أخرى طالبت المؤسستين، عدالة واللجنة ضد التعذيب، مأمور سلطة السجون، بذل الجهود اللازمة من أجل توفير ظروف حياه مناسبة للأسرى في سجن "كتسيعوت"، وذلك في ظل الظروف غير الإنسانية التي يعاني منها الأسرى هناك.