ردت المحكمة المركزية في حيفا، يوم الجمعة 24.12.2004، طلب مركز عدالة لإصدار أمر فوري يلزم جامعة حيفا السماح بوضع شجرة عيد الميلاد في المبنى الرئيسي في الجامعة. وكتب القاضي رون سوكول في قراره أنه بالرغم من "الشك" بوجود تمييز ضد الطلاب العرب، كون الجامعة وافقت على وضع الحانوكيا في المبنى الرئيسي، إلا أن عدم المساواة في هذه الحالة لا يبرر تدخل المحكمة في قرار الجامعة.
وأضاف القاضي في قراره أن "منح المعاملة المتساوية لأبناء الطوائف المختلفة لا يعني تعامل متشابه". إذ أن لكل طائفة احتياجات مختلفة، وتوفير هذه الإحتياجات لا يعني اتباع أساليب متشابهة. وكتب القاضي في قراره: "تعني المعاملة المتساوية في هذه الحالة، وضع الرموز الدينية في مكان معقول ومن السهل الوصول إليه. ومن الطبيعي الأخذ بعين الإعتبار عدد الطلاب المعنيين برؤية هذا الرمز (...) والتعامل بشكل مختلف مع رابطة الطلاب- الجسم الذي يمثل كل الطلاب ومع ممثلي مجموعة صغيرة لا تعترف بهم الجامعة، هو ليس بالضرورة تمييز مرفوض (...) لو توجه الطلاب العرب لرابطة الطلاب، كان من الممكن أن توافق الجامعة على طلبهم كون رابطة الطلاب تمثل كافة الطلاب في الجامعة".
وفي ردها على القرار، أشارت المحامية غدير نقولا أن "القرار يناقض قرارات المحكمة العليا بشأن مسألة المساواة، إذ أنه وفقاً لقرار المحكمة المركزية من الممكن التمييز على أساس ديني أو قومي في حالات معينة. بالإضافة إلى ذلك، يتجاهل القرار حقوق الأقلية، فبحسبه ممكن المس بحقوق الأقلية لكونها لا تشكل أكثرية".
يذكر أن مركز عدالة قدم الدعوى يوم الأربعاء، 22.12.2004، بواسطة المحامية غدير نقولا، بإسم رئيس لجنة الطلاب العرب في جامعة حيفا، الطالب مصعب دخان، وطلاب عرب اَخرين،. وقدمت هذه الدعوى في أعقاب رفض الجامعة لطلب لجنة الطلاب العرب بالسماح لهم بوضع شجرة عيد الميلاد في المبنى الرئيسي في الجامعة. فقد سمحت الجامعة للطلاب العرب بوضع الشجرة في المبنى المعروف بإسم "المبنى متعدد الأهداف"، وهذا على الرغم من أن هذا المبنى على عكس المبنى الرئيسي بعيد عن مركز الجامعة وعن مركز الفعاليات الطلابية. وهذا هو السبب من وراء الطلبات المتكررة التي بعثت بها لجنة الطلاب العرب، على مدار ثلاث سنوات، للسماح لهم بوضع شجرة العيد في المبنى الرئيسي، غير مكتفيين بوضعها في المبنى متعدد الأهداف.
وجاء في الدعوى أن رفض الجامعة يمس بحق الطلاب العرب بالتعبير عن الرأي وحرية الدين والعبادة وبحقهم في المساواة، علماً بأن الجامعة تسمح للطلاب اليهود بوضع شمعدان الحنوكا في المبنى الرئيسي في عيد الحنوكا. تحقيق الحق في حرية التعبير يتعلق بتوفر ظروف مرافقة تمكن التعبير من أن يكون مسموعاً ومرئياً. ومن دون الحفاظ على هذه الظروف، يتعذر على الفرد من إسماع رأيه والتأثير، ويتعذر على المجتمع سماع الاَراء الأخرى.
وجاء أيضاً في الدعوى أن جامعة حيفا كمؤسسة أكاديمية يجب أن تكون من أوائل المحافظين على الحقوق الدستورية الأساسية للفرد. ويبعث التمييز بين الطلاب برسالة سلبية لهم ولطاقم المحاضرين. وفق هذه الرسالة ، تفضل الجامعة حق قسم من الطلاب على حق القسم الاَخر، وهذا يناقض أسس التعليم والحرية الذان هما الأساس للجامعات.
في ردها على الدعوى ، ادعت جامعة حيفا أن التدخل في قرارات سلطات الجامعة وتحديد مكان وضع الرموز الدينية هو غير منطقي وغير صحيح، خاصةً وأن قرار الجامعة في هذا الصدد هو قرار متزن وسليم للغاية. وفسرت جامعة حيفا موافقتها على وضع الحنوكيا في المبنى الرئيسي للجامعة وعدم موافقتها على وضع شجرة العيد في نفس المكان بأن طلب مجموعة صغيرة (الطلاب المسيحيين 3% ) من الجامعة إحياء عيدهم، وهو ليس عيد 97% من الطلاب في الجامعة، لا يشبه طلب قدمته لجنة الطلاب التي تمثل جميع الطلاب في الجامعة والذي يخص أغلب الطلاب في الجامعة. وأضافت جامعة حيفا أن لجنة الطلاب العرب لا تمثل جميع الطلاب العرب، أما لجنة الطلاب فإنها تمثل جميع الطلاب.
وادعت المحامية غدير نقولا في الجلسة أن نتيجة قرار الجامعة هي نتيجة تميز بين الطلاب العرب واليهود في قضية سهولة الوصول إلى الرموز الدينية. وأضافت أن جامعة حيفا تتعامل بشكل مختلف مع المجموعات المختلفة، في حين أن الإختلاف بين المجموعات (أي نسبتهم من المجموعة الكلية) لا يمت بصلة بواجب الجامعة بتحقيق الحق في حرية الدين و العبادة.
وادعى مركز عدالة أيضاً أن جامعة حيفا ترفض طلب الطلاب العرب من منطلقات الراحة ومن أسباب إجرائية، وأن المحكمة العليا في قراراتها وضحت أن هذه الأسباب والمنطلقات لا تفوق ادعاء وجود تمييز. وأضاف عدالة أن ادعاء الجامعة حول نسبة الطلاب المسيحيين (أنهم فقط 3%) هو ادعاء سخيف يمكن بواسطته تبرير أي عمل مميز ضد مجموعات نسبتها قليلة، فعلى سبيل المثال وفق نفس المنطق، من الممكن التمييز ضد مجموعة نساء لأن نسبتها قليلة في مؤسسة معينة.
وفي قراره، كتب القاضي أنه يجدر بالجامعة إعلام الطلاب بمكان شجرة العيد حتى يستطيع من يريد الذهاب للمكان ورؤيتها، ويجدر بالجامعة أيضاً أن تمكن الكطلاب من وضع الشجرة طيلة أيام العيد كما جاء في الطلب. "على الجامعة أيضاً أن تهتم بأن يكون مكان الشجرة مناسباً كونها رمز هام لأبناء الطائفة المسيحية في هذا العيد"، كتب القاضي في قراره.
لقرار المحكمة المركزية
للدعوى باللغة العبرية