توجّه مركز "عطاء" – المركز العربي للتوجيه والإرشاد في حالات الطوارئ - يوم الأحد 26.8.2007 برسالة إلى أعضاء لجنة فينوغراد – "اللجنة الرسميّة لفحص أحداث الحرب على لبنان 2006"، بواسطة المحاميّة سوسن زهر من عدالة، طالب فيها اللجنة بالتحقيق وإقرار استنتاجات بكل ما يخص إسقاطات اسلوب الإدارة الذي اتبعه المستوى السياسي وجهاز الأمن خلال العدوان على لبنان على القرى والبلدات العربيّة في الشمال.
أقيم مركز "عطاء" في تموز 2006 خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان بمبادرة جمعيّة الجليل لغرض عرض خدمات التوجيه والإرشاد في المجالات الصحيّة والقانونيّة والنفسيّة والاقتصاديّة. وشاركت في إقامة المركز جمعيّات عديدة من بينها: عدالة والأهالي وصوت العامل وجمعيّة الثقافة العربيّة واتّجاه ورابطة السيكولوجيين العرب ورابطة أطباء الأسنان وخبراء واختصاصيون آخرون من مختلف المجالات.
ومؤخرًا أصدر مركز عطاء تقريرًا تحت عنوان: "المجتمع الفلسطيني في إسرائيل في ظل حالات الطوارئ: رصد آثار حرب إسرائيل الثانية على لبنان – صيف 2006". وهدف هذا التقرير إلى توثيق ورصد الأضرار التي كابدها المجتمع العربي في إسرائيل، أفرادًا وجماعةً. واعتمد التقرير على استطلاع رأي أجري في 24 مجلس محلي في الشمال وفي حيفا لما يقارب ألـ 1129 فرد يسكنون في هذه المنطقة.
من بين النتائج التي توصّل إليها التقرير هي عدم معالجة الدولة بأجهزتها العديدة لتداعيات عدوانها على لبنان وسقوط الصواريخ اللبنانيّة على البلدات العربيّة. فقد واجه السكّان العرب العديد من المشاكل والصعوبات منها، على سبيل المثال لا الحصر، صعوبة الحصول والوصول إلى معلومات وصعوبة إيجاد بدائل سكنيّة خارج أماكن سكناهم ومصاعب في تزويد المواد الغذائيّة خلال فترة الحرب.
ووفقًا لكتاب التعيين، ألقي على لجنة "فينوغراد" برئاسة القاضي المتقاعد د. إلياهو فينوغراد فحص جاهزيّة المستوى السياسي وجهاز الأمن وأسلوب الإدارة فيما يتعلّق في جميع جوانب "المعركة" في منطقة الشمال. وتعيّن على اللجنة، فيما تعيّن، فحص وإقرار النتائج والإستنتاجات فيما يخص "جاهزيّة جهاز الأمن أمام التهديد اللبناني وأسلوب إدارة القتال وتفعيل القوات وقيادة الجبهة الداخلية والجهات المساعدة والداعمة خلال الحرب"، بما فيها عمليّة اتِّخاذ القرارات خلال العدوان.
وأشارت المحامية زهر إلى ضرورة التحقيق في إسقاطات اسلوب الإدارة الذي اتبعه المستوى السياسي وجهاز الأمن لأنّ العدوان على لبنان، كما أشار التقرير آنف الذكر، أثر بشكل كبير وغير مسبوق على سكان حيفا والشمال عامةً، من ناحية الأضرار الجسمانيّة التي لحقت بالسكّان (5091 جريح و52 قتيل)، ومن ناحية الأضرار التي لحقت بالممتلكات الخاصة وممتلكات العمل جرّاء سقوط 3970 صاروخ في منطقة حيفا والشمال.
يُذكر أنّ مراقب الدولة تعرّض هو الآخر في تقريره الأخير (آب 2007) إلى فشل الجبهة في إدارة الحرب واخفاقات وزارات الحكومة المختلفة في كل ما يتعلّق بتزويد الخدمات الجماهيريّة لسكّان حيفا والشمال مثل: خدمات الإنقاذ والإطفاء وخدمات الصحة والرفاء الاجتماعي وخدمات البريد والبنوك ووسائل النقل العامة وجاهزيّة السلطة المحلية لحالات الطوارىء. وشددت المحاميّة سوسن زهر على أنّ وقع الحرب على العرب سكّان الشمال كان أكبر بكثير لأنّ اخفاقات الجبهة في القرى والبلدات العربيّة كانت أصعب بكثير. تبيّن مثلاً أنّ هنالك نقص شديد في غالبيّة القرى والبلدات العربيّة في الملاجئ والغرف الآمنة وخدمات الإطفائيّة والخدمات الصحيّة والصحّة النفسيّة وصافرات الإنذار وخدمات الرفاء الاجتماعي. وقد أشار مراقب الدولة في تقريره إلى هذه الأمور أيضًا.
كذلك شددت المحاميّة زهر أنّ وزارة الأمن أقامت خلال العدوان على لبنان معسكرات للجيش في داخل القرى والبلدات العربيّة في الشمال، نقلت إليها المعداّت العسكريّة على أنواعها وأشكالها وتمّ استعمالها لضرب الصواريخ على لبنان. "بالإضافة إلى الإزعاج والضرر الذي سببته هذه المعسكرات لسكّان هذه البلدات والقرى فإنّها عرضتهم للخطر الشديد، لأنّ حزب الله استهدف هذه الأهداف العسكريّة التي تُطلق منها الصواريخ على بلده"، جاء في الرسالة.
مستندات متعلقة:
الرسالة (باللغة العبريّة)
تقرير مركز عطاء