Copy

30 آذار 2024 | تصفح النشرة في الإنترنت

 48 عاماً على يوم الأرض:
دولة إسرائيل مستمرة في سياسات التهجير القسري للفلسطينيين

جيش الاحتلال يطلق الغاز المسيل للدموع على متظاهرين فلسطينيين خلال "مسيرة العودة الكبرى" على حدود قطاع غزة، 1 تشرين الثاني 2019. انطلقت مسيرات العودة في غزة بالتزامن مع الذكرى ال 42 ليوم الأرض الخالد في عام 2018 مطالبة بإنهاء الحصار الإسرائيلي وحق العودة للاجئين الفلسطينيين. تصوير: حسن جدي / فلاش90.

يحيي شعبنا الفلسطيني في الثلاثين من آذار من كل عام يوم الأرض الخالد الذي تعود أحداثه  للإضراب الشامل والمظاهرات التي انطلقت عام 1976 في جميع البلدات العربية داخل الخط الأخضر احتجاجًا على مصادرة آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين في الجليل مما أسفر عن سقوط ستة شهداء في سخنين وعرابة وجرح واعتقال المئات نتيجة قمع قوات الأمن الإسرائيلي الوحشي للاحتجاجات. يرمز يوم الأرض لصمود شعبنا الفلسطيني ونضاله ضد مصادرة الأراضي والتهجير القسري وسياسات الاستيطان والتهويد على جانبي الخط الأخضر، ويعتبر يومًا للتضامن مع الشعب الفلسطيني في سعيه لنيل حقوقه.

اليوم، وبعد مرور 48 عامًا، لا تزال سياسات نزع الملكية والتهجير الإسرائيلية مستمرة بلا هوادة في الداخل وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967. في هذا العام، تحلّ ذكرى يوم الأرض في ظل الإبادة الجماعية المستمرة التي ترتكبها إسرائيل في غزة.

التهجير القسري والإبادة الجماعية في غزة

فلسطينيون نزحوا من منازلهم في قطاع غزة، 11 تشرين الثاني 2023. تصوير: عطية محمد / فلاش90.

ترتكب إسرائيل الإبادة الجماعية من خلال عدوانها المستمر على غزة منذ أكثر من خمسة أشهر. حيث شن جيش الاحتلال حربا انتقامية مدمرة على غزة أدّت لاستشهاد أكثر من 32 ألف فلسطيني ونزوح أكثر من 1.7 مليون شخص، معظمهم ممن لجأوا لغزة خلال النكبة عام 1948. وفي ظل القصف المتواصل، أمر الجيش الإسرائيلي سكان قطاع غزة بإخلاء منازلهم والانتقال إلى جنوب القطاع في مخطط واضح لتهجيرهم منه. وكان مركز عدالة، بالتعاون مع منظمة أطباء لحقوق الإنسان، قد طالب منذ بداية العدوان، في تشرين الأول 2023، إسرائيل بالوقف الفوري لهذا المخطط.

كما فرضت دولة إسرائيل حصاراً مشدداً على غزة، وقطعت عنها الغذاء والماء والكهرباء والوقود، مما خلق كارثة إنسانية ومجاعة أصبحت وشيكة في قطاع غزة. قدمت خمس منظمات حقوقية، بما في ذلك عدالة، التماسًا في 18 آذار 2024 إلى المحكمة العليا الإسرائيلية مطالبة فيه بالسماح بوصول كافة المساعدات الإنسانية والمستلزمات وطواقم الإغاثة إلى غزة، وفتح المعابر البرية، وتوفير جميع احتياجات السكان المدنيين بما يتوافق مع التزامات إسرائيل باعتبارها قوة محتلة.

بالإضافة إلى ذلك، تنهب دولة إسرائيل منذ عقود الموارد الطبيعية للشعب الفلسطيني، وفي خضم الهجوم العسكري على غزة، أعلنت وزارة الطاقة الإسرائيلية أنها منحت تراخيص لستة منشآت إسرائيلية وشركات عالمية للتنقيب الاستكشافي عن الغاز الطبيعي قبالة سواحل غزة في المناطق التي تعتبر بموجب القانون الدولي مناطق بحرية فلسطينيةوطالب مركز عدالة، بالتعاون مع مؤسسات حقوق إنسان فلسطينية بارزة، بإلغاء تراخيص التنقيب الإسرائيلية غير القانونية قبالة سواحل غزة، وإلغاء أي مناقصات جارية في المناطق التي تقع ضمن الحدود البحرية لفلسطين على أنها تنتهك القانون الدولي.

وجدت محكمة العدل الدولية في 26 كانون الثاني 2024 أن ادعاء جنوب أفريقيا بأن دولة إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة معقولًا، وأمرت دولة إسرائيل باتخاذ تدابير مؤقتة لضمان التزاماتها بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية، كما طالبتها بضمان عدم قيام جيشها بارتكاب أعمال إبادة جماعية.  

الإخلاء القسري للقرى البدوية في النقب

قرية راس جرابة غير المعترف بها في النقب ومن خلفها مدينة ديمونا، أيار 2023. تصوير مروان أبو فريح.

تستمر دولة إسرائيل في ارتكاب جريمة الفصل العنصري من خلال المضي قدماً في مخططاتها للتهجير القسري للعرب البدو من أراضيهم ومنازلهم في النقب. في تموز 2023، صادقت محكمة الصلح في بئر السبع على تهجير واقتلاع جميع سكان قرية راس جرابة، وعددهم 500 نسمة، من قريتهم بحلول الأول من آذار 2024 ودفع مبلغ إجمالي قدره 117 ألف شيكل لتغطية نفقات المحكمة، على الرغم من أن سكان القرية يقطنون منذ عشرات السنين على أراضيهم التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم جيلًا بعد جيل. وفي 30 كانون الثاني 2024 وافقت المحكمة المركزية في بئر السبع على طلب مركز عدالة بتجميد أوامر الهدم والإخلاء وتأجيل دفع معظم النفقات لحين إصدار قرارها في الاستئناف الذي قدمه عدالة، وذلك على الرغم من المعارضة الشديدة من قبل ممثلي السلطات الإسرائيلية في المحكمة. ومن المقرر عقد جلسة الاستئناف في 29 أيار 2024.

وفي عام 2022، رفعت سلطة أراضي إسرائيل 18 دعوى إخلاء بحق 290 من سكان قرية البقيعة، وهي قرية أخرى غير معترف بها تواجه خطر التهجير، في محاولة لتصوريهم على أنهم "غزاة" أو "متسللون". ولم تقدم الدولة أي أسباب مزعومة لتهجير سكان القرية. يمثل مركز عدالة، بالتعاون مع مؤسسة الميزان لحقوق الإنسان، السكان ضد أوامر الإخلاء ودعاوى التهجير التي أصدرتها الدولة، وقدمت المؤسسات أدلة في العديد من الملفات، شملت شهادات من أهل القرية ورأي الخبراء من مخططي المدن الذين قاموا بتحليل الصور الجوية للمنطقة واقتراح حلول تخطيط بديلة. وفي جلسة عقدت في إحدى الدعاوى في كانون الأول 2023، صرح قاضي المحكمة بأن دولة إسرائيل لا يمكنها الاستمرار في معاملة السكان باعتبارهم متسللين، لكنه أوضح أيضًا أنه وفقًا للسوابق القانونية لا يزال بإمكان الدولة إخلاؤهم من القرية. بناء على ذلك، طلب القاضي من الطرفين التوصل إلى حل، إلا أن الدولة لم تٌعنى بالنظر في أي بدائل لتهجير سكان القرية. وقد قدّم عدالة والميزان هذا الشهر المرافعات الختامية في هذا الملف. 

سياسات التهويد والضم في الضفة الغربية

مستوطنة "شفوت راحيل" في الضفة الغربية، 30 كانون الثاني 2023. تصوير: ناصر اشتية / فلاش90. 

منذ أن أدت اليمين الدستورية في كانون الأول 2022، سارعت الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة بتطبيق سياساتها الرامية إلى ترسيخ وتوسيع المستوطنات اليهودية ومصادرة الأراضي وتصعيد الإجراءات لضم الضفة الغربية المحتلة وتعزيز سيطرتها عليها. إحدى الخطوات التي اتخذتها الحكومة بهذا الشأن كانت إقرار تعديل على قانون أساس: الحكومة، سمح بتعيين رئيس الحزب الصهيوني الديني بتسلئيل سموطريتش وزيرًا إضافيًا في وزارة الدفاع. يتيح التعديل تطبيق سياسة التحالف الحكومي المعلنة المتمثلة في "تنظيم" الوضعية القانونية للمستوطنات والبؤر الاستيطانية، والتشريعات العسكرية التي ستؤدي إلى تطابق جوهري بين القوانين السارية على المواطنين الإسرائيليين الذين يعيشون في إسرائيل وتلك السارية على المستوطنين في الضفة الغربية.

في أعقاب هذا التعيين، تولى سموطريتش مسؤولية وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق والإدارة المدنية في الضفة الغربية. في 25 آذار 2024، أرسل مركز عدالة رسالة إلى سموطريش ووزير الدفاع والمستشارة القضائية للحكومة والجيش مطالبا بإلغاء "وثيقة التفاهم وتقاسم المسؤوليات والصلاحيات بين وزير الدفاع والوزير الإضافي في وزارة الدفاع" التي تم التوقيع عليها في شباط 2023، وإلغاء جميع الخطوات والقرارات التي اتخذت بناء عليها. واعتبر عدالة أن الاتفاقية تعمق انتهاكات القوانين الدولية، بما في ذلك: ارتكاب جرائم حرب من خلال إنشاء المستوطنات في الأراضي المحتلة، وجرائم ضد الإنسانية (الفصل العنصري- الأبرتهايد) من خلال تطبيق  فعلي للقوانين الإسرائيلية على المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، وجرائم العدوان عبر الضم الفعلي للأراضي المحتلة، مع انتهاك حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.

 عدالة بحاجة لدعمكم/ن للاستمرار بالدفاع عن حق الفلسطينيين بالسكن والأرض  

Facebook
Twitter
Link
Website






This email was sent to <<Email | البريد الالكتروني>>
why did I get this?    unsubscribe from this list    update subscription preferences
Adalah: The Legal Center for Arab Minority Rights in Israel · 94 Yaffa Street · PO Box 8921 · Haifa 31090 · Israel