عدالة يطالب بفتح تحقيق مستقل بالعدوان الإسرائيلي على المستشفيات والطواقم الطبيّة في قطاع غزّة

شنّ الجيش الإسرائيلي غارة على ثلاث سيارات إسعاف خلال أداء مهامها لإخلاء الجرحى شرقيّ المنطقة الصناعيّة في بيت حانون. احد المصابين الذين نقلتهم سيارات الاسعاف قُتل فورًا


EPA/OLIVER WEIKEN

قدّم مركز عدالة ومركز الميزان لحقوق الإنسان في غزّة، يوم الخميس 24.7.2014، رسالةً عاجلة إلى وزير الأمن، المستشار القضائي للحكومة والمدعي العسكري العام، مطالبين بفتح تحقيق فوريّ بشبهة انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي وقوانين الحرب، وارتكاب جرائم حرب، وذلك على أثر الهجمات الإسرائيليّة المتتالية على المراكز الطبيّة والمستشفيات، منها مستشفى الأقصى، مستشفى بيت حانون، وحالات من قصف سيارات الإسعاف خلال العدوان على قطاع غزة. بعثت بالرسالة المحاميّة سوسن زهر من مركز عدالة معتمدةً على المعطيات التي جمعها طاقم مركز الميزان المتواجد في مواقع الأحداث في القطاع. 


في يوم 22.7.2014، قصف الجيش الإسرائيلي مستشفى الأقصى في دير البلح. بحسب الشهادات، فقد هاجم الجيش الإسرائيلي مبنى سكنيًا مجاورًا للمستشفى، خلال إخلاء المبنى السكني من الجرحة، وبينما لاذ عدد كبير من المواطنين بالفرار للاختباء داخل المستشفى، قام الجيش الإسرائيلي بقصف مباشرٍ للمستشفى. في الغارة الأوّلى، ضرب الجيش الطابق الثالث من المستشفى، وهو الطابق الذي تجري فيه العمليات الجراحيّة، أما في الغارة الثانية فقصف الطابق الثاني، وفيه قسم الولادة؛ في الغارة الثالثة ضُرب القسم الإداري للمستشفى، وفي الغارة الرابعة ضُرب الدرج الرئيسي للمستشفى. نتيجةً لذلك، قتُل ثلاثة أشخاص، وأصيب أكثر من 40 إنسانًا، أكثر من 15 منهم من أعضاء الطاقم الطبي للمستشفى. 

خلال إخلاء الجرحى، وعلى أثر الغارات الكثيفة، دُمرت ثلاث سيارات إسعاف وأوقعت إصابات بين الطواقم الطبيّة فيها، اثنين من طواقمها أصيبوا بجروحٍ خطيرة. نتيجةً لهذه الغارات، توقّف قسم العمليّات في المستشفى، توقّف جهاز الحوسبة، وتضررت شبكة الكهرباء بشكلٍ جديّ، كما تحطّمت النوافذ والممتلكات داخل المستشفى. نتيجةً لذلك، قررت إدارة المستشفى أن تنقل كل الجرحى إلى المستشفيات الأخرى في القطاع. 


في يوم 22.7.2014، في ساعات الصباح الباكر، شنّ الجيش الإسرائيلي غارة على ثلاث سيارات إسعاف خلال أداء مهامها لإخلاء الجرحى شرقيّ المنطقة الصناعيّة في بيت حانون. احد المصابين الذين نقلتهم سيارات الاسعاف قُتل فورًا، وأصيبت السيارات الثلاث بأضرار بالغة. 


في الوقت ذاته من يوم 22.7.2014، شنّ الجيش الإسرائيلي غارةً على مستشفى بيت حانون. حيث سقطت الصواريخ الإسرائيليّة في حديقة المستشفى، المحاذية لقسم الانعاش. نتيجة لهذا القصف، أصيب إنسان واحد، كما تسبب القصف بأضرار بالغة لمبنى المستشفى. ساعات بعد ذلك، شنّ الجيش غارةً ثانية على المستشفى، أحد الصواريخ سقط أمام قسم الإنعاش، مما أدى إلى نشوب نيران إلى مدخل المستشفى مسببًا أضرارًا جسيمة للمبنى. يُذكر أن خلال الأيّام السابقة، في 19.7.2014، شنّ الجيش الإسرائيلي غارةً على مبنى المستشفى مخلفًا أضرار جسيمة. 


نهايةً، جاء في الرسالة أن التحقيقات الداخلية التي يجريها الجيش لا تجيب على متطلبات القانون الدولي للتحقيق المستقل وغير المرتبط بالجهات العسكرية المشتركة في القتال، بحيث أن التحقيق الداخلي يحتوي بالضرورة على تناقض بالمصالح، وليس وسيلة ملائمة لتحميل المسؤولية الشخصيّة للمشتبه بهم بارتكاب هذه الجرائم، ولا لمحاسبتهم. عليه طالبت المؤسسات بفتح تحقيق فوريّ ومستقل بصدد هذه الشبهات.