غزّة: جرائم حربٍ ضد الطفولة
وجّه مركز عدالة خلال الأسبوع المنصرم رسالتين عاجلتين إلى جهات إسرائيليّة مسؤولة، منها وزير الأمن والمستشار القضائي للحكومة، مطالبًا بفتح تحقيقٍ فوريّ بشبه انتهاك القانون الدولي الإنساني وارتكاب جرائم حرب في حالتين عينيّتين. وتطرقت الرسالة الأولى إلى جريمة قتل الأطفال الأربعة أبناء عائلة بكر؛ عاهد (10 سنوات)، زكريّا (10 سنوات)، محمّد (11 سنة)، وإسماعيل (10 سنوات) بهجومٍ صاروخيّ لسلاح البحريّة الإسرائيليّ على الأطفال أثناء لعبهم عند شاطئ الصيّادين في غزّة. أما الجريمة الثانية فكانت جريمة قتل ثلاثة أبناء عائلة شحيبر؛ أفنان (8 سنوات)، جهاد (8 سنوات)، ووسيم (7 سنوات)، الذين قتلوا بقصف جويّ استهدف بيتهم، أثناء تواجدهم فوق سطح البيت يطعمون الحمام الذي يربّونه.
وذكر المحامي نديم شحادة في رسالته حول حادثة مقتل الأطفال على الشاطئ أنه وفقًا لشهادة الطفل الناجي من الحادثة، العربي ناصر بكر، يظهر أنه قرابة الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر من يوم 16.07.2014، وجّه سلاح البحريّة الإسرائيليّ ثلاث صواريخ ضد مجموعة من الأطفال الذين كانوا يلعبون عند شاطئ الصيّادين، في محاولةٍ منهم للهروب من أجواء من أجواء الحرب والقصف الإسرائيليّ المتكرر على مناطقهم السكنيّة. وقد أدى هذا القصف إلى استشهاد الأطفال الأربعة على الفور.
أما في يوم 17.7.2014، فقد هاجم سلاح الجو الإسرائيليّ مجموعة من الأطفال الذين تواجدوا على سطح بيتهم في الشارع الغربيّ من حيّ الصبرا في مدينة غزّة. بحسب شهادة وسام شحيبر، والد الطفلين اللذين استشهدا، وعمّ الطفل الثالث، فقد صعد الأطفال إلى سطح بيتهم ليطعموا الحمام الذي يربّونه. وبعد وقتٍ قليل، هز انفجار هائل المبنى وأدى إلى استشهاد الأطفال ثلاثة.
و أعتبر المحامي نديم شحادة من مركز عدالة هذه الهجمات الإسرائيليّة، بأنها انتهاك جسيم لقوانين الحرب، وعلى رأسها ضرورة التمييز بين الأهداف المدنيّة والعسكريّة واجب حماية المدنيين أثناء القتال. وشدد المحامي شحادة على أن القانون الإنساني الدولي يُلزم إسرائيل ببدء التحقيق الفوري بهذه الجرائم الخطيرة، ومحاسبة مُرتكبيها.