فقط حين يخف ازدحام المرضى اليهود يوجد وقت للمرضى العرب

فقط حين يخفّ الازدحام على العيادة الطبيّة في بلدة متسبي رامون اليهوديّة، يتفرغ الأطباء لزيارة العيادة الطبيّة في قرية عبدة غير المعترف بها. عندها يستطيع أهالي القرية الحصول على خدمات طبية دون الحاجة للسفر مسافة 26 كيلومترًا إلى متسبي رامون.

حتى العام 1994، ناضل أهالي قرية عبدة غير المعترف بها في النقب من أجل افتتاح عيادة طبيّة تلبّي احتياجات 250 عائلة في القرية. في ذلك العام افتتحت العيادة بقرارٍ من المحكمة. وبما أن القرية تفتقد لمبانٍ عامّة يمكن استخدامها لأغراض حيويّة، كانت الإمكانيّة الوحيدة أن تعمل العيادة داخل مبنى المدرسة.

في البدء، عملت العيادة بساعات عملٍ طبيعيّة، وخلال فترة قصيرة بدأت تقلّص ساعات عملها لثلاثة أيام في الأسبوع، إما في الصباح وإما في ساعات بعد الظهر. أما الآن فتعمل العيادة يوميّ الخميس والجمعة فقط ولمدة ساعتين يوميً فقط... وكل ذالك، في حال لم تكن العيادة الطبية في متسبي رامون مشغولةً. في معظم الحالات يضطر أهالي عبدة لانتظار أسابيع طويل حتى زيارة الطبيب لعيادة البلدة.

 

عندما يتوجه الأهالي بالمسؤولين تكون الإجابة بأنه يمكنهم التوجّه إلى العيادة الطبيّة في متسبي رامون. في هذه النقطة تحديدًا تبدأ مرحلة جديدة من معاناة المرضى في بلدٍ أغلبية سكّانه الساحقة من الأطفال والمسنّين، وأغلبيتهم الساحقة لا تعرف اللغة العبريّة ولا تملك رخصة قيادة ولا تملك  سيّارات خاصة بها.

لكي تصل من عبدة إلى متسبي رامون في حال لم يكن لديك سيّارة فعليك السير 4 كيلومترات حتى محطة الباصات الأقرب إلى القرية.  حين تصل إلى العيادة، ستصطدم بأنه كان يجب أن تحجز موعدًا مع الطبيب في وقتٍ سابق. "كيف يمكن أن أعرف قبل أيّام أني سأمرض اليوم؟" يسأل أحد أهالي القرية...

 

طاقم العيادة لا يتحدّثون اللغة العربية، وجزء كبير من المرضى من عبدة لا يعرفون اللغة العبرية، وذلك يؤدي لمشاكل تفاهم خطيرة. فرغم وجود تعليمات وزارية واضحة تُلزم بوجود ترجمة طبيّة للغة العربية في جميع المؤسسات الصحيّة، إلا أن عيادة متسبي رامون، مثلها مثل مئات المرافق الطبيّة في إسرائيل، تحترم اللغة العبريّة، الروسيّة والأثيوبيّة، وتتجاهل اللغة العربيّة.