المحامي حسن جبارين من بين "وجوه ثورة حقوق الإنسان"

عرض الكتاب عدد كبير من الأساليب التي اتبعها الناشطون من اجل تحقيق العدالة، كما يعرض حجم التحدّيات الموجودة أمامنا.

 

 

 

صدر خلال نيسان 2013 في الولايات المتحدة الأمريكية كتابًا تحت عنوان "عدل: وجوه ثورة حقوق الإنسان"، وهو كتاب يحوي صورًا شخصيّة التقطتها المصوّرة ماريان كوك لـ99 ناشط وناشطة بارزين في مجال حقوق الإنسان من جميع أنحاء العالم، إلى جانب مقالات قصيرة لهذه الشخصيّات. ويعرض الكتاب مقالًا وصورةً للمدير مركز عدالة، المحامي حسن جبارين، من بين نشطاء حقوقيين من جميع أنحاء العالم، وكذلك مناضلين وقيادات عالميّة رائدة في النضال من أجل حقوق الإنسان، منهم المناضل الجنوب أفريقي والحاصل على جائزة نوبل للسلام، المطران دزموند توتو، والرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر، وقائدة المعارضة في بورما المناهضة للحكم العسكري، أون سان سو تشي.

 

 

 

 

 

وتكتب المصوّرة ماريان كوك في كتابها بأن صورها تأتي "تكريمًا، ليس فقط للشجاعة الكامنة في التفكير والنشاط المستقل، وإنما أيضًا للإصرار والمثابرة والتمسّك بالإيمان بأن المنطق والعدل سينتصران في نهاية المطاف". ويعرض الكتاب عدد كبير من الأساليب التي اتبعها الناشطون من اجل تحقيق العدالة، كما يعرض حجم التحدّيات الموجودة أمامنا.

 

 

 

 

 

هذا وقد كتب المحامي أنطوني لويس، الصحفي للشؤون القضائيّة والذي توفي مؤخرًا، مقدمة الكتاب التي تحتوي على رصد تاريخي لنشاط الحقوقيين وعرضًا للتحديات التي تواجههم. ويسأل لويس في مقدّمته: "ما الذي يدفع النساء والرجال أن يضعوا جانبًا الرغبة الإنسانيّة الطبيعيّة بالحياة الهادئة، من أجل خوض النضال من أجل حقوق الجميع؟"

 

 

 

 

 

ويعرض الكتاب القصص الشخصيّة لأصحاب الصور ومن بينهم المحامي جبارين الذي صادرت إسرائيل نصف أراضي عائلته في النكبة، وشتت شمل العائلة على جانبيّ الخط الأخضر. كما يعرض الكتاب عبر قصّة جبارين، التحديات التي واجهت العائلة تحت الحكم العسكري الإسرائيلي الذي فُرض على الفلسطينيين في الدولة حتى العام 1966، وعن تشجيع جدّ جبارين لأبنه وأحفاده لدراسة القانون والتفوّق فيه، وذلك على أثر معاناته في النكبة. وكذلك يعرض المحامي جبارين تفاصيل حياته كطالب واحد من بين طالبين عربيين فقط في كلية القانون في جامعة تل أبيب في السنوات التي تزامنت مع الانتفاضة الأولى.

 

 

 

 

 

ويواصل جبارين في مقاله ليحكي عن تأسيس مركز عدالة، الذي أسسه مع زوجته، رينا، وهو مركز يعمل من أجل حقوق الأقلية العربية الفلسطينية في إسرائيل. عبر عرض الإنجازات والإخفاقات القضائيّة، يكتب جبارين عن أمنيته- "أن يكون جدّي حيّا لأتشارك معه بالنجاحات القانونيّة الصغيرة". وتشمل نجاحات عدالة، كما يعرضها الكتاب، تشمل منع الجيش الإسرائيلي من استخدام الفلسطينيين كدروع بشريّة خلال عملياتهم العسكريّة، والاعتراف بحق العائلات الفلسطينية بالسكن في البلدات الجماهيرية وذلك بعد أن تم منعهم بحجة "عدم الملائمة الثقافيّة"، وكذلك تحصيل حق القيادات الفلسطينية المنتخبة من التنافس في انتخابات البرلمان الإسرائيلي بعد محاولة أعضاء الكنيست شطب ترشيحهم.

 

 

 

 

 

ويذكر لويس في المقدمة بأن "القضاة والمحامين (...) يتدخّلون إلى جانب الآخرين، حيث فشلت الحكومات في امتحان القانون والعدل"، ومع ذلك يقول لويس: "في عصر محكوم بالخوف بشكلٍ واضح، لا يسهل النضال من أجل حقوق الإنسان. علينا أن نؤمن بأن الروح الإنسانيّة تثبت أنها المكوّن الأهم في الطبيعة الإنسانيّة". 

 

 

 

 

 

"عدل: وجوه ثورة حقوق الإنسان"

 

 

تصوير: ماريان كوك، تقديم: أنطوني لويس. إصدار "دلماني" للنشر.

 

 

 

Read more: