منظمات المجتمع المدني الفلسطيني تطالب المجتمع الدولي بوقف العدوان على غزة

نطالب بممر آمن لضمان دخول رسالات الدواء والغذاء إلى قطاع غزة، وهذا التزام يفرضه القانون الإنساني الدولي على دولة الاحتلال

 

 

 

منذ مساء يوم الأربعاء الموافق 14 نوفمبر تشرين ثانٍ، تواصل قوات الاحتلال الاسرائيلي عدوانها على قطاع غزة الذي أسمته "عامود السحاب،" من خلال عمليات قصف بالصواريخ والمدفعية من الجو البحر والبر، تطال كافة أنحاء قطاع غزة.  وتتزايد التهديدات الإسرائيلية بتوسيع نطاق هذا العدوان إلى اجتياح بري للقطاع حيث يتم حشد قوات معززة بالآليات على تخوم القطاع، فيما يجري استدعاء 75 ألفاً من قوات الاحتياط.

 

 

وخلافاً للادعاءات التي تروجها الحكومة الإسرائيلية بأن قواتها لا تستهدف المدنيين، فإن حصاد هذا العدوان حتى الآن يشير إلى أن المدنيين فقط هم من يدفع الثمن، إذ قتل  27 مدنياً، بينهم 10 أطفال و5 نساء، فيما أصيب 520 مدنياً آخر، بينهم 140 طفلاً و48 إمرأة.  وقد طالت الهجمات منشآت مدنية، منها منازل سكنية ومساجد وكنائس ومدارس، ومباني حكومية مدنية الطابع بالكامل كمبنى رئاسة الوزراء والشق المدني في وزارة الداخلية.

وقد استعرت حدة القصف خلال الساعات الثماني والأربعين الأخيرة حيث شهدت تصعيداً ملحوظاً في استهداف المدنيين واستباحة أرواحهم وممتلكاتهم.  وصباح هذا اليوم، تعرضت مكاتب إعلامية في مدينة غزة لقصف مباشر، وأصيب عدد من الصحفيين بجراح بالغة.

ولم يعد ثمة مكان آمن في قطاع غزة الذي لا يوجد فيه ملجأ واحد أصلاً يحتمي فيه المدنيون من عمليات القصف المستمرة ليلاُ ونهاراً.  وبات نحو 1.7 مليون مواطن تحت مرمى نيران قوات الاحتلال، كل منهم عرضة لخطر الموت، وقد سقط بالفعل عدد من الضحايا بين قتلى وجرحى وهم في داخل منازلهم، جراء قصف الأحياء السكنية ومحيطها بقذائف يصل وزن الواحدة منها 1000 كيلو جرام تطلقها طائرات حربية مقاتلة من طراز (F 16).

وفي ظل هذا العدوان، تتفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع، خاصة مع إغلاق شامل للمعابر الحدودية بين قطاع غزة وإسرائيل ومنع دخول البضائع والمواد الأساسية إلى القطاع، بما في ذلك رسالات الأدوية والغذاء والوقود، وذلك خلافاً للالتزامات التي تفرضها اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين وقت الحرب على إسرائيل كقوة احتلال بتسهيل مرور ارساليات الغذاء والدواء إلى السكان المدنيين في الأرض المحتلة في كل الظروف والأحوال.

إننا كمنظمات مجتمع مدني فلسطينية من داخل قطاع غزة، وإذ ندين العدوان المستمر من قبل قوات الاحتلال، فإننا نحذر من استمرار تفاقم الأوضاع وانعكاساتها الكارثية على حياة المدنيين الفلسطينيين.  إننا نخشى أن الأسوأ لم يأتِ بعد، وما لم يتدخل المجتمع الدولي لوضع حد لهذا العدوان، سيدفع المدنيون الفلسطينيون وحدهم المزيد من الثمن لهذا التصعيد، الأمر الذي يزيد من معاناتهم المتأصلة بفعل سياسيات الحصار المستمر منذ أكثر من 6 أعوام والجرائم التي تقترفها قوات الاحتلال بحق المدنيين وممتلكاتهم.

 

إن دور المجتمع الدولي يكمن في التحرك الفوري لمنع الجريمة قبل وقوعها وليس إدانتها.  وإن تخاذل المجتمع الدولي وتقاعسه عن التدخل لحماية المدنيين الفلسطينيين، إنما يشكل عنصر دعم وتشجيع لدولة إسرائيل وقوات احتلالها لاقتراف المزيد من الجرائم بحقهم، وسوف تستمر هذه الجرائم في غياب المساءلة وطالما يحظى مقترفوها بالحصانة.  وليس أدل على ذلك من العدوان الذي شنته قوات الاحتلال على القطاع أواخر العام 2008 "عملية الرصاص المصبوب،" دون أن يقوم المجتمع الدولي بدوره في مساءلة وملاحقة مقترفي جرائم الحرب.

 

   وعليه، فإننا:  

1.    ىنطالب الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين وقت الحرب الوفاء بالتزاماتها بضمان احترام الاتفاقية من قبل قوات الاحتلال، والتدخل العاجل لوقف اعتداءاتها المنظمة على المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم.

2.    نطالب الأمم المتحدة، ممثلة بأمينها العام، بالتحرك الفوري والتدخل لحماية الامن والسلم الدوليين، وفقاً لميثاق المنظمة، ونستهجن بشدة الزيارة المزمعة من جانبه لإسرائيل ورام الله فقط، لا إلى قطاع غزة أيضاً الذي يتعرض للعدوان، وهو ما ينطوي على دلالات خطيرة تشير إلى انجرار الأمين العام إلى الموقف الأميركي الداعم والمنحاز لإسرائيل، الجهة التي تمارس الاحتلال والعدوان، على حساب المدنيين الفلسطينيين، ضحايا هذا العدوان.

3.       دعو مجلس حقوق الإنسان إلى الاجتماع في جلسة خاصة لمناقشة الأوضاع في قطاع غزة واتخاذ خطوات جادة لوقف العدوان.

4.    نثمن عالياً الزيارات الرسمية والشعبية العربية والدولية للتضامن مع قطاع غزة وأهله، ونخص بالذكر زيارة رئيس الوزراء المصري ووزير الخارجية التونسي والزيارة المزمعة للأمين العام لجامعة الدول العربية ووزراء الخارجية العرب، وندعو إلى تكثيف الزيارات التضامنية خلال الأيام القادمة.

5.    ندعو منظمات المجتمع المدني العربية والدولية لتنظيم زيارات إلى قطاع غزة، تضامناً مع الشعب الفلسطيني ورفضاً للعدوان وجرائم الاحتلال، ونثمن عالياً الفعاليات التضامنية التي تنظمها وندعوها للاستمرار في هذه الفعاليات الهامة.

6.    نثمن عالياً التظاهرات والفعاليات الاحتجاجية لحركات التضامن مع الشعب الفلسطيني حول العالم، ونؤكد على دعمنا الكامل لها في جهودها من أجل الضغط على حكومات بلدانها للتدخل من أجل وقف العدوان.

7.    ندعو إلى إقامة ممر آمن لضمان دخول رسالات الدواء والغذاء إلى قطاع غزة، وهذا التزام يفرضه القانون الإنساني الدولي على دولة الاحتلال بتأمين مرور رسالات الأدوية والغذاء وكافة الاحتياجات الضرورية للسكان المدنيين

 

 


الموقعون:

شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، شبكة تمثل 130 منظمة أهلية فلسطينية

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان

مركز الميزان لحقوق الإنسان

مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان

جمعية الوداد للتأهيل المجتمعي

برنامج غزة للصحة النفسية


 


قضايا ذات صلة: 

"عدالة" يلتمس ضد منع الغزيين من دخول البلاد لتقديم دعاوى أضرار ضد الجيش


"عدالة": إطلاق النار واعتقالات منهجيّة لتجنيد صيّادي غزّة للـ"شاباك"

الشاباك يعتقل مرضى غزّة ويحقق معهم في إطار فحص طلب التصريحات